الأحد، مايو 22، 2011

ليبيا : المفقودون ؟ جريمة من جرائم القذافي الكثيرة , استغلال اعلامي وإجرام


“المفقودون” ملف يؤرق سكان شرقي ليبيا


انضم مروان إلى صفوف المعارضة الليبية منذ اندلاع الثورة، وقاتل قوات العقيد معمر القذافي على خط الجبهة شرقي البلاد قبل أن يختفي أثره، لكنه عاد بعد أسابيع وظهر على شاشة التلفزيون الحكومي الليبي معلناً ولاءه للنظام . وتؤرق حكاية هذا الشاب الليبي (25 سنة) الذي كان طالباً في الميكانيك في بنغازي، كل عائلات شرقي ليبيا التي تدعم الثورة وتخشى أن يسقط أبناؤها بين أيدي أجهزة دعاية العقيد القذافي وما قد يعانونه في سجون طرابلس .

وقالت أمه زينب في منزل العائلة بإحدى ضواحي بنغازي “كنت أفضل أن يقتل على الجبهة بدلاً من أن يكون بين أيدي رجال القذافي” .
ولعدة أسابيع ظنت العائلة أن ابنها قد قتل أو فقد في الجبهة، شأنه شأن المئات من المعارضين في أجدابيا ومصراتة، إلى أن ظهر وجهه مساء يوم ما على التلفزيون الرسمي وهو يعبر عن دعمه القذافي .
وقال شقيقه الأكبر أحمد “لم نفرح لمشاهدته في التلفزيون، لأن مروان سجين في طرابلس، وأكيد أنه تعرض إلى سوء المعاملة والتعذيب، لا تتصوروا ما قد يقدم عليه أولئك الناس” .
وتسري شائعات في بنغازي حول مفقودي الجبهة الذين يقعون في أسر القوات النظامية والذين يرسلون إلى الخطوط الأمامية لمواجهتها، ويستحيل التأكد من معظمها، لا سيما أنها تنبع من خيال متوتر في مدينة تعيش منذ ثلاثة أشهر تحت وقع حركة المعارضة .
لكن حكاية مروان مختلفة لأن هناك شريط فيديو، أكد صحته أفراد عائلته وأصدقاؤه وجيرانه، ولم يتصور أحد ولو ثانية واحدة أن ينضم أحد أبناء بنغازي الذي انخرط في الثورة ضد النظام في العشرين من شباط/فبراير، وذهب إلى خط الجبهة، إلى “قوات العدو” .
وفي الشريط الذي شاهدته العائلة مراراً وتكراراً طوال أسابيع يبدو مروان ملتحياً ويعرب بقوة عن دعمه العقيد الليبي . وتتحرك الكاميرا نحو شاب آخر يكرر ما يقوله الآخرون “نحن مع القذافي وضد الحلف الأطلسي” .
ووراءهما يردد شبان آخرون أحياناً شعارات غير مفهومة بينما يبدو أن صور المشهد التقطت في الهواء الطلق .
ويعرض أحمد صورتين لشقيقه التقطتا عامي 2007 و2008 ويظهر فيهما كيف تحول الفتى إلى رجل وقص شعره، ويقول “هذا هو مروان الذي نعرفه”، وتحمل إحدى الصور اسم المصور الذي التقطها وكتب عليها “قلبي سيكون دائماً معك” .
وحمل مروان السلاح منذ العشرين من شباط/فبراير عندما شهدت “كتيبة” بنغازي معركة مشهودة بين الجنود ومعارضين . وتروي أمه “قال لي إن قوات القذافي سيذهبون في كل مكان لاغتصاب النساء وإنه لا يمكن أن يتحمل ذلك ولا بد أن نتركه يقاتل” .
وعلى غرار العديد من المعارضين، توجه مروان إلى خط الجبهة الأمامي من بنغازي إلى أجدابيا ثم البريقة ومينائها النفطي بين البحر والصحراء . وكان من حين إلى آخر يرسل بعض الأخبار عن أحواله، لكنه كان دوما ينام في الجبهة . وقال أحمد إنه “مع نهاية آذار/مارس أو بداية إبريل/نيسان، قد يكون سقط بين أيدي الجنود في أجدابيا أو البريقة لكن لا أحد يعلم” .
وبعدما شاهدته عبر الشاشة، توجهت عائلته إلى منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر اللتين تشرفان على ملفات أكثر من 1200 مفقود في بنغازي ومصراتة، من دون أن تتمكنا من دخول مراكز الاعتقال في طرابلس . وتتمسك العائلة ببصيص من الأمل إثر تلقيها اتصالاً من شقيق أحد الشبان، قد يكون اعتقل مع مروان .
وقال أحمد “بدا لي وكأنه لم يكن بمفرده عندما كان يتحدث إليّ في الهاتف، يقول إن مروان في سجن أبو سليم، هذا أمر مريب، ولا أثق في هذا الرجل لكنني لا أدري ما أفعل” .   (أ .ف .ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق