الثلاثاء، مايو 24، 2011

ليبيا : بعد رحيل القذافي . ليبيا اسلام بلا تطرف

بدأ احياء الثقافة الاسلامية في شرق ليبيا الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة بعد عقود من القيود الصارمة التي فرضها الزعيم الليبي معمر القذافي على العبادة لكن علماء دين يقولون ان هذا لن يكون مصدرا جديدا للتطرف الديني كما قد يخشى الغرب.

وباتت القيود على العبادة من التاريخ في شرق ليبيا منذ سيطرت عليه المعارضة المسلحة ويرى رجال الدين دورا اكبر للاسلام في البلاد اذا أسقط القذافي في نهاية المطاف وفي ظل الحكم الشمولي للقذافي الذي يجمع بين الاشتراكية والاسلام كانت العبادة تخضع لقيود محكمة وكان اي مظهر من مظاهر الاسلام السياسي او المتشدد يقابل بحملات أمنية عنيفة.
لكن المجتمع الليبي ظل يتسم بالمحافظة الدينية ويجري الان احياء هذا من جديد في الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة.
وفي مؤشرات على انتشار المظاهر الدينية أطلق بعض اعضاء المعارضة المسلحة لحى اطول وتباع الكتب الدينية جيدا ويجري اعداد خطط لاقامة المزيد من المراكز لدراسة الشريعة وكل هذه الامور تحت حكم القذافي كانت لتؤدي الى الاعتقال والسجن.

ويقول اسامة الصلابي وهو رجل دين معروف واستاذ للشريعة في بنغازي عاصمة المعارضة المسلحة ان الوضع في ليبيا الحرة سيعود الى طبيعته وهي الحالة الطبيعية لممارسة الدين في الحياة وفي اخلاق الناس وأساليبهم وعودتهم الى المساجد.


ويقول سالم جابر اكبر رجل دين في الشرق ورئيس الهيئة المشرفة على مساجده ان تقدم المعارضة المسلحة البطيء في ميدان المعركة أفاد قضية الاسلام في ليبيا.
وأضاف جابر أن الاسلاميين والعلمانيين يتقاربون للوصول الى طريق وسط.
وخططه لانشاء المزيد من مدارس الشريعة والاقبال على اطلاق اللحى الطويلة والدعوات الجماهيرية للجهاد ضد القذافي قد تثير قلق البعض في الغرب حيث يرتبط الجهاد والمدارس الاسلامية بالتشدد الديني.

وقال قائد أمريكي بحلف شمال الاطلسي الشهر الماضي ان معلومات المخابرات رصدت بعض عناصر القاعدة في صفوف المعارضة المسلحة. لكن جابر يرى انه لا يوجد ما يقلق الغرب 
والعلامات على وجود السلفية في ليبيا تحت حكم القذافي ضئيلة وهي أقل منها في مصر او المغرب كما أنه ليس هناك وجود مثبت لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في ليبيا.
وقال الصلابي ان فتح المزيد من المدارس لتدريس الشريعة سيقلل احتمال التطرف. وأضاف أنه حين يكون للعلماء دور في تعليم الناس وفهمهم للدين فلن يكون هناط تطرف او ارهاب أو أفكار منحرفة.
ومنذ تولي الزعيم الليبي الحكم عام 1969 فرضت قيود صارمة على الدين او اي قضية او فلسفة أخرى يمكن أن تخرج الليبيين عن سيطرة القذافي. وكان الاسلاميون من أبرز ضحايا حكمه المطلق.وقتلت قوات الامن اكثر من الف سجين عام 1996 في سجن ابو سليم بطرابلس وهو المعتقل الحكومي الرئيسي للمشتبه في أنهم اسلاميون متشددون فيما كان على الارجح اكثر أعمال القمع دموية التي ارتكبها القذافي.

] "رويترز"
التاريخ : 24-05-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق