الخميس، مايو 26، 2011

ليبيا : رسالة الى الليبين قال تعالى ‏(ولا تنازغوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)‏


رسالة للمواطنيين الليبيين في الخارج ,قال تعالى ‏(ولا تنازغوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)‏ صدق الله العظيم

السلام عليكم
في خضم الأزمة الراهنة والصراع المحتدم بين الحق والباطل في ليبيا الحبيبة والمعاناة الإنسانية لإخواننا في المدن المحاصرة والمعاناة النفسية القاسية لأهلهم وأقرباءهم في المدن المحررة فإنه ظهرت صور رائعة من التكاتف الإجتماعي والروح الوطنية العالية لدىالمقيمن و الطلبة الليبيين الدارسين في الخارج هاتان الصفتان اللتين إفتقدناهما منذ زمن طويل بسبب هذا النظام الفاسد وأزلامه الذين حاولوا خلال الأثنين والأربعين سنةً الماضية ترسيخ الروح القبلية والجهوية في نفوس الليبيين وإضعاف الوازع الديني الوطني والأخلاقي فيهم عن طريق نشر الربى والفجور وغيرها من المفاسد . وتتجلى هذه الروح الوطنية في مواقف البذل العطاء والتضحية بالمال والجهد والوقت لدعم أهلنا في ليبيا وكذلك محاولة رآب الصدع وتجاوز الخلافات والنزاعات البينية أو حتى تأجيلها في أسوأ الحالات. إن هذه الروح الوطنية و كل هذه الجهود هي من الأسباب التي تعين إخواننا في الداخل على الصمود وهي أيضاً رافد مهم من روافد ثورة الشعب في ليبيا والتي تسموا على كل التسميات. ولقد قدمت بهذة المقدمة الطويلة نوعاً ما لكي ألفت النظر وكذلك لعلي أسمح لنفسي كمواطن ليبي أولاً وأخيراَ بأن أنتقد بعض الظواهر السلبية والتي أعتقد أن الكثيرين لاحضوها بشكل جلي خلال الأسابيع الماضية من المحنة الليبية. فلقد لوحظ وجود ظاهرتان مقلقتان آلا وهما المنافسة على الزعامة فالأمر في ظاهره هو الوطنية والغيرة على الوطن المنكوب ولكن حقيقته هو حب الظهور والزعامة والسيطرة ووالتسلق على جثث الشهداء وركوب موجة الثورة لإدراك طموح سياسي معين ولقد تجلى ذلك في وجود الشللية والتنافس بين هذة الشلل والمجموعات على إنتقاد بعضها بعضاً والتقليل من قيمة أي مجهود أو نشاط تقوم به هذه الجماعة أوتلك لا لشيئ إلا لوجود خلاف شخصي أو لعدم توافق الرأي فنحن كليبيين لم نتعود بعد على تقبل الأخر والإستماع للرأي الأخر ومناقشته بديمقراطية دون الإستهزاء ورفع الصوت على بعضنا البعض ومايتبعه من سبٍ وشتمِ وتشهير. الظاهرة الثانية هي ظاهرة الإقصاء فكل مجموعة تقوم بنشاط معين لخدمة سعي الليبيين للتغيير فهي مشكورة ولكن هناك حالات تقوم فيها هذه المجموعات بإقتصار هذا النشاط على أفرادها وتتبع سياسة الإقصاء وعدم فتح الباب للأخرين للمساهمة الفاعلة في التخطيط والتنسيق رغبةً في الإستحواذ دون الغير على هذا الثناء وما قد يتبعه من مكاسب سياسية وإجتماعيةً و إقتصاديةً وببساطة طمعاً في ماكانوا مستبعدين منه و لطالما أعتبروه من حقهم دون غيرهم من مناصب ومكاسب سيطر عليها أزلام النظام ومن والاهم من المتسلقين والنفعيين والمنافقين. ولعل في الكيانات المتكونة من عدد محدود من الأشخاص والتي ظهرت على السطح أخيراً مدعيةَ دون وجه حق تمثيلها لفئة معينة من الليبيين في الخارج ومن المضحك أنها تتكون وتعلن بسرعة دون علم الفئة المفروض أنها تمثلها وتستقي منها شرعية وجودها ,فهذه الكيانات التي لاتختلف في أسلوب إنشاءها وطريقة عملها عن الكيانات القائمة أو التي كانت قائمة وتابعة لنظام العائلة القمعية في ليبيا. وأنا هنا لا أتقصد كياناً بعينه ولكني فقط أسوق للقارئ مثالاَ لاغير. 
إخوتي, ضعوا خلافاتكم جانباً وأتقوا الله وضعوه نصب أعينكم ولننصت بعضنا لبعض ولنوحد الجهود لأجل ليبيا فيد الله مع الجماعة وكما يقول المثل الشعبي "حمل الجماعة ريش" وأحذروا المندسين من زلام النظام والذين يدعون دعمهم لثورة الحق والحرية في ليبيا وهم كالسوس ينخر في جسد كل تجمع أوكيان وجد بحق لخدمة ومناصرة إخواننا المرابطين الصابرين في إجدابيا ومصراتة والجبل الغربي الأشم و كل ربوع الوطن الجريح. إخوتي فلننصح بعضنا البعض ولندعوا إخواننا المضَللَين بالكلمة الطيبة والموعضة الحسنة ولنبتعد عن قذف كلٍ منا للأخر بالخيانة والجهوية فهذا يذكي نار الفتنة والتفرقة. إخواني فلنحاول أن نشرك بعضنا بعضاً في كل الأنشطة والجهود الوطنية ولينصح المصيب منا المخطئ ولنبتعد عن المظاهِر والزعامات والمواقف الفضفاضة عديمة المضمون والفائدة ولنبدأ بأنفسنا أولاً ولنصنع مجتمعاَ ليبياً موحداَ أينما كنا لكي ننقل تجربتنا لوطننا عندما نعود ونوجد بيئةً صحيةَ دينياً وإجتماعياَ وسياسياً وإقتصادياً من أجل مستقبل أفضل لأبناءنا والأجيال التي تليهم إلى أن يظهر الله أمراُ كان مفعولا.
وأخيراً أقول أنا مسلم وأنا ليبي فقط لاغير وليكن هذا شعارنا فنحن سوف نفنى جميعاً ولكن سيبقى الوطن وآكثروا من الدعاء والعطاء وتذكروا أن العلي القدير عز من خالق يمهل ولايهمل وهو يعلم مالا تعلمون. 
قال تعالى (ولا تنازغوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) صدق الله العظيم

السلام عليكم
أخوكم رمضان الورفلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق