باريس/مصراتة (ليبيا) (رويترز) - قال مسؤولون فرنسيون يوم الاثنين ان فرنسا واعضاء اخرين في حلف شمال الاطلسي سيستخدمون طائرات هليكوبتر هجومية في ليبيا وهي خطوة تهدف الى توجيه ضربات جوية أكثر دقة لقوات معمر القذافي.
ويظهر القصف المستمر لمصراتة التي يسيطر عليها المعارضون في غرب البلاد حجم المشكلة التي تواجه قوات المعارضة وحلف شمال الاطلسي. وقال معارضون ان قوات القذافي تحاول التقدم الى المدينة المحاصرة تحت ستار القصف بالصواريخ وقذائف المورتر.
وقال مسؤولو مستشفى ان شخصين قتلا واصيب كثيرون في القتال الذي وقع يوم الاثنين في مصراتة. وفي وقت لاحق يوم الاثنين أمكن سماع دوي انفجارات ضخمة خارج المدينة استمرت نحو ساعة.
وقال متحدث باسم المعارضة ان القوات الموالية للقذافي قصفت أيضا بلدة الزنتان وحشدت قوات قرب بلدة اخرى في المنطقة الجبلية التي تقع على الحدود مع تونس في تكثيف للعمليات في الجبهة الغربية للحرب.
وفي تأكيد للاستخدام المقترح لطائرات هليكوبتر حربية صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحفيين في بروكسل بأن هذا الاجراء يتفق مع قرار الامم المتحدة لحماية المدنيين الليبيين ومع العمليات العسكرية لحلف الاطلسي.
وقال "ما نريده هو تحسين القدرات لتوجيه ضربات على الارض بطرق أكثر دقة." وأضاف "هذا هو الهدف من نشر طائرات هليكوبتر."
وألحقت ضربات حلف الاطلسي أضرارا بقوات القذافي لكنها ليست كافية لكسر الجمود بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية. وبينما يمكن لطائرات الهليكوبتر ان تسهل توجيه ضربات فانها ستكون أكثر عرضة لنيران المضادات الارضية من قوات القذافي.
وذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية اليومية ان حاملة طائرات الهليكوبتر الفرنسية تونير توجهت الى ليبيا في 17 مايو ايار وعلى ظهرها 12 طائرة.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "ليست طائرات هليكوبتر فرنسية فقط...انه تحرك منسق من جانب التحالف."
وقال المصدر ان هذا الاجراء لا يمكن اعتباره جزءا من استراتيجية لاستخدام قوات برية في الصراع الذي دخل الان شهره الرابع.
وقال مسؤول حلف الاطلسي انه لا يعرف ان كانت طائرات الهليكوبتر ستكون تابعة لقيادة الحلف. وقال "حلف الاطلسي يدرك ان الحكومة الفرنسية قررت ارسال سفينة اخرى لتنضم الى العمليات في البحر المتوسط تحت القيادة الوطنية. تنسيق انشطة هذه السفينة مع عمليات حلف الاطلسي يمكن ان يجري في المستقبل اذا دعت الحاجة لذلك."
ويسمح قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة لحلف شمال الاطلسي بتوجيه ضربات لقوات القذافي دفاعا عن المدنيين لكنه يستبعد بوضوح أي تعاون عسكري. وتتهم دول مثل روسيا حلف شمال الاطلسي بتوسيع تفويضه من خلال شن حملة منظمة لاستخدام القوة لانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للصحفيين في بروكسل انه يتفق مع فرنسا والاخرين على ان "من الضروري تشديد الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي على نظام القذافي". لكنه امتنع عن الافصاح عما اذا كانت بريطانيا ستشارك في استخدام طائرات هليكوبتر.
وقال مصدر لصحيفة لو فيجارو ان القوات الفرنسية الخاصة التي تعمل في ليبيا للمساعدة في تحديد الاهداف لطائرات حلف الاطلسي منذ بدء الهجمات الجوية يمكن الان تعزيزها ونشرها لتوجيه هجمات الهليكوبتر.
واستخدام طائرات هليكوبتر وان كان قد يسمح لقوات حلف شمال الاطلسي بشن هجمات أكثر دقة فانه سيفرض مخاطر اضافية على الحلف. وتطير طائرات الهليكوبتر على ارتفاعات منخفضة وبالتالي فهي أكثر عرضة من الطائرات التي تحلق على ارتفاعات أعلى للنيران من نظم الدفاع الجوي التي لحقت بها خسائر فادحة. ويمكن أن يؤدي اسقاط طائرات هليكوبتر الى دخول قوات برية للقيام بجهود انقاذ.
وقال كين فريمان الباحث بمعهد القوات الملكية المتحدة لدراسات الدفاع والامن لرويترز ان "اثنتي عشرة طائرة هليكوبتر ليست بالكثير."
واضاف "انها عرضة للنيران الى حد بعيد عادة ولذا فسوف تستخدم على الارجح بحذر بالغ... يمكن القول انها علامة على أن الناس فرغت جعبتهم من الافكار بخصوص ما يمكن القيام به."
وقال جوبيه "هذا ليس تغييرا في الاستراتيجية.. الاستراتيجية باقية كما هي .. حماية السكان باضعاف القوة العسكرية للقذافي والقوة العسكرية ليست العربات المدرعة والطائرات فقط وانما مراكز القيادة وهياكل الامداد."
وفي اطار تكثيف النشاط الدبلوماسي قبل اجتماع مجموعة الثماني في فرنسا هذا الاسبوع وصل أعلى دبلوماسي امريكي يقوم بزيارة لليبيا في وقت الانتفاضة الى بنغازي لاجراء محادثات مع زعماء المعارضة.
واجتمع جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى مع اعضاء المجلس الوطني الانتقالي لادارة المناطق الشرقية التي تخضع لسيطرة المعارضة في اعقاب زيارة كاثرين اشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي يوم الاحد.
وقالت اشتون "اننا هنا لنبقى في المدى البعيد وما يمكننا تقديمه هو دعم المؤسسات الليبية والاقتصاد. سنكون هنا لتقديم الدعم لكم على طول الطريق."
ويصف القذافي خصومه بأنهم متطرفون دينيون ومجرمون ومرتزقة مدعومون من اجانب. ويقول انه ليس لديه نية للتنحي مثل الرئيسين المصري والتونسي.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين وهو يقف بجوار مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي بعد محادثات في أنقرة انه يتعين على القذافي ان يتنحى للسماح بانتقال سلمي للسلطة.
واقترحت تركيا في وقت سابق هذا الشهر جدولا زمنيا لوقف لاطلاق النار يمكن ان يسمح بانتقال سلمي للسلطة. وقال داود اوغلو ان المجلس الوطني الانتقالي "ممثل شرعي يعتد به للشعب الليبي".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه سيجتمع مع وفد "معارضة" ليبي اليوم الاثنين في محاولة لدفعه الى وقف اطلاق النار والدخول في المفاوضات.
وقال "من المهم في هذه المرحلة الاتفاق على أن يكون المشاركون في المحادثات مستقبلا يمثلون مصالح جميع القوى السياسية وجميع القبائل في ليبيا. امل ان يتم ذلك بسرعة وهو أمر حتمي على أي حال."
ورفض المعارضون هذه الاقتراحات بشأن وقف اطلاق النار واجراء محادثات مع حكومة القذافي قائلين انه انتهك اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار من جانب واحد. ويصر المعارضون على ضرورة تخلي القذافي وحلفائه وعائلته عن السلطة في اطار أي تسوية.
وقالت تونس يوم الاثنين ان أكبر مسؤول نفطي ليبي موجود في تونس ويعتقد انه لم يعد يعمل مع القذافي. وتوجد شكوك بشأن مصير شكري غانم منذ ان قال معارضون في الاسبوع الماضي انه انشق -- وهو ما نفته طرابلس قائلة انه في زيارة رسمية لتونس واوروبا ومصر.
وفي تطور منفصل قالت وكالة الانباء التونسية ان عددا من الليبيين بينهم وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي وسفير ليبيا لدى ليبيريا عبروا الحدود الى تونس عند رأس جدير. ولم يعرف سبب سفرهم.
من جون ايريش ومحمد عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق