الثلاثاء، مايو 24، 2011

ليبيا : نص المكالمة المخزية بين القذافي والرئيس السنغالي


نقل لمحادثة بين الرئيس المحامي عبد الله واد, والعقيد الليبي معمر القذافي, في يوم الأربعاء, 8 مارس 2011, في الساعة 18:30.
المحامي عبد الله واد في باريس, والقذافي في طرابلس.
مترجم القذافي.
تحياتي سيدي الرئيس. معك مترجم القائد.
الرئيس واد : مساء الخير, كيف حالك؟. هاتفني القذافي قبل قليل, وأريد أن أكلمة.
المترجم: حسنا, سأمرره لك مباشرة.
الرئيس واد :  مساء الخير, كيف الحال؟
القذافي : السلام عليكم, كيف حالك يا أخي؟
الرئيس واد : الحمد لله, لقد كلمني رئيس وزرائك, بالأمس, فهل تريد أن تقول لي شيئا؟
القذافي :  نعم. أريد أن يكون الموقف الذي سيتخذه الاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن والسلم الذي سيجتمع في أديس أبابا على مستوى الرؤساء, قويا. لا أدري ما إدا كانت السنغال عضوا فيه أو لا.
الرئيس واد : لا. السنغال ليست عضوا فيه.

القذافي :  أريدك أن تبدل كل جهودك ؛ ليكون موقف الاتحاد الإفريقي قويا؛ لنستطيع وضع حد للأطماع الاستعمارية. لقد أردت أن أوضح لك الصور التي تراها, والتي هي غير واضحة بما فيه الكفاية لك؛ لأنك لم تتصل بي في هذه الأيام الأخيرة.
أريد أن أقول لك بماذا يتعلق الأمر بالضبط.
هناك, كما تعلم, خلايا نائمة للقاعدة تسللت إلى ليبيا شيئا فشيئا, يوجد من بينها مصريون, وفلسطينيون, وأيضا ليبيون كانوا في غوانتنامو, وفي باكستان.
لقد استطاعوا تشكيل خلايا نائمة هنا في ليبيا, واستغلوا ما جرى في تونس, وفي مصر , للتخفي, حتى لا يمكننا أن نكتشف انتماءهم إلى القاعدة.
لقد هجم هؤلاء على المعسكرات, وعلى مراكز الشرطة التي كانت في سلام؛ لأن النظام كان يعم البلاد, ولم يكونوا يتوقعون مثل ها الهجوم المفاجئ. لقد كانوا مسلحين, وقاموا بالهجوم على رجال الشرطة, وعلى الجنود في معسكراتهم, واستولوا على السلاح, وكرروا الهجوم مرات عديدة خلال يومين أو ثلاثة.
كان هناك قتلى, وضحايا من الجانبين, أي من رجال الشرطة, ومن رجال الجيش الذين كانوا في حالة دفاع عن النفس, ومن المهاجمين.
لا يتجاوز عدد القتلى 150 شخصا من الجانبين. لقد فاجأتنا هذه الأعمال؛ لأننا لم نعتد على مواجهة هذه الأحداث؛ فالسلام  يعم البلاد, والشعب يحكم نفسه بنفسه
لم نكن نرغب في أن تخرج هذا الأخبار إلى العالم الآخر؛ لذا فقد حاولنا عدم الحديث عن ذلك مدة أربعة, أو خمسة, أيام, ولم ننتبه, إن شئت, الجانب الإعلامي. لم نكن نريد أن يعرف العالم الخارجي بذلك.
لكن هذه الخلية كانت منظمة جدا؛ لأنها كانت من القاعدة. لقد استفاد أتباعها جيدا من أيام الصمت هذه, وأرسلوا عن طريق هواتفهم المحمولة معلومات إلى العالم الخارجي؛ ليثبتوا أن هناك مظاهرات, وأنه فد تم إطلاق النار عليها, وأن آلافا من الضحايا قد سقطوا, في حين أننا لم نعر, نحن, الوضع اهتماما كبيرا, ولم نهتم بهذه الأكاذيب. لكننا لاحظنا فجأة أن العالم كله أصبح ضدنا, حتى بعض السفراء الليبيين. لقد اكتشفنا أن لدى العالم معلومات خاطئة.
لقد وصلت المعلومات بسرعة إلى هيئة الأمم المتحدة, التي اتخذ مجلس أمنها قرارا ضدنا. كما اكتشفنا أن ممثلنا في تلك الهيئة قد جندته المخابرات الأمريكية؛ لذا فقد طلب, أليس كذلك؟, إدانة بلده, ولجأ إلى الأمريكيين, ومخابراتهم/
لقد تفاجأت البرازيل, والهند, والأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن, الغابون, وجنوب أفريقيا, ونيجيريا بذلك. كيف يمكن أخذ قرار بهذه الطريقة. لقد قلت لهم : إنكم تحكمون على ليبيا دون أن تأتوا إليها, ودون التحقيق فيما جرى"
" كيف يمكنكم اتخاذ قرار كهذا بناء على مكالمة هاتفية, أو إعلامية"
لقد أخبروني بأن من سمم الوضع, وعقده هو ممثلنا في الأمم المتحدة, الذي أخبرتك, قبل قليل, عن تجنيده من قبل المخابرات الأمريكية, دون علمنا. إنه هو من طلب إدانة بلده, ليبيا. إننا لم نكن نعرف سيدي الرئيس, شيئا عن الصور التي تدور في الخارج.
لقد غزت هذه العصابات المسلحة, يا سيدي الرئيس, إقليم بنغازي؛ وهجموا على السجون, وحرروا السجناء, المجرمين, سجناء الحق العام, أي السراق...ثم سلحوهم : لقد اختاروا شبابا صغارا, ووزعوا عليهم حبوب الهلوسة , وقام هؤلاء الشباب باحتلال بعض الشوارع.
لكن أريد أن أقول لك إن ما عرفه العالم عن ليبيا في هذه الأيام, لا أساس له من الصحة؛ لأن أتباع القاعدة لا يمكنهم تنظيم مظاهرات سلمية, وهادئة, وليس لهمة مطالب محددة, ولا يرغبون في الحوار مع أي كان.
لقد قاموا, إن شئت, بأسر محامين, وضباط, وأخذهم رهائن, وطلبوا منهم إنشاء مجلس بنغازي, واتصلوا ببعض الدول الأجنبية, وطلبوا منهم التعامل مع المجلس؛ ليتمكنوا من تحويل الإقليم إلى إمارة الإسلامية. ثم سيقومون بعد ذلك, وهذا أمر أنا متأكد منه, سيدي الرئيس, بالتخلص من هؤلاء المحامين, وهؤلاء القانونيين, وأولئك الضباط؛ لأنهم عبارة عن أسرى بين أيديهم.
يبدو لي أن للولايات المتحدة, ولفرنسا, ولإنجلترا أطماعا لها علاقة بالنفط, لذا فقد بدأوا  في استثمار هذه المشكلة, وصاروا يهددون باستخدام القوة ضد ليبيا.

لقد علمت أنت نفسك بتبني قرار بعيد عن العقلانية مبني على تقارير إعلامية أو تقارير صحفية. عندما فتحنا الأبواب أمام المراسلين, والصحفيين, بدأ العالم يعرف الحقيقة, لكن حملة الأكاذيب لم تتوقف. إنها أشياء لا تصدق, لا يمكن تصديقها
الشعب الليبي كله مع الثورة, وهناك مظاهرات لتأييدها, والشعب كله يطلب القضاء على هذه المجموعات المسلحة. لقد قاموا بذبح المئات في بعض الأحيان, وهم يطلقون النار في الهواء في كل مكان في الشوارع, النساء يصرخن, والأطفال ممنوعون من الذهاب إلى المدارس. حتى الأطباء خائفون, ولم يعودوا يرغبون في الذهاب إلى المستشفيات.
لكن الوضع, يا سيادة الرئيس, بدأ يتضح شيئا فشيئا. حتى وزيرة الخارجية الأمريكية قالت: "لقد أخذنا معلوماتنا من وسائل الإعلام. لقد بنينا موقفنا على تقارير إعلامية"
لكنهم, يستهدفون, يا سيادة الرئيس, في الحقيقة النفط الليبي, وهذا خطير جدا.
إن على أفريقيا أن تأخذ موقفا قويا لنوقف الأمريكيين, والبريطانيين, والفرنسيين عند حدهم. إنها مشكلة أفريقية, يجب أن يعالجها الأفارقة.
يمكن للاتحاد الأفريقي أن يبعث بلجنة تقص للحقائق
يجب أن يجمد القرار رقم 1970 فورا, لأنه ليس من صلاحيات مجلس الأمن معالجة المشاكل الداخلية لأي دولة من الدول
من صلا حيات مجلس الأمن معالجة الصراعات التي تحصل بين الدول, أو بين الدول الأعضاء. إذ كما تعلم, وأنت أستاذ قانون, ليس من صلاحياته معالجة هذه القضية. لا يمكنه أن يلجأ مباشرة إلى الفصل السابع, ليس أمرا طبيعيا أن يبدأ بالفصل السابع. حتى إن سلمنا بأن ذلك من صلاحياته, فعليه أن يبدأ بالفصل السادس إلخ.
إذن, لقد اتصلت, يا سيدي الرئيس, بأعضاء مجلس السلم, والأمن الإفريقي, الذين سيتشاورون غدا, أو بعد غد في أديس أبابا.  إن حضورك هذا اللقاء سيكون مهما جدا؛ فعندنا, كما تعرف, ثلاثة أعضاء في مجلس  السلم, والأمن. يمكن أن تطلبوا تجميد أو إيقاف هذا القرار, أعني قرار رقم 1970, وأن يبعث مجلس الأمن, هو أيضا, بلجنة تقص للحقائق من أجل أن يتم توضيح هذا الموقف.
إن ما يجري حاليا, ليعني أن الشعب الليبي كله مع الثورة. يوجد مع هذه العصابات المسلحة بعض الشخصيات الليبية التي أخذت, كما قلت لك, رهائن, لقد أجبروهم على إنشاء مجلس. أعضاء هذا المجلس رهائن, وهم تحت تهديد السلاح, ولن يتفق أولئك المجرمون مع هؤلاء الرهائن؛ لأنهم يريدون استخدامهم, ثم تصفيتهم بعد ذلك.
أما من لم يستجب لهذه العصابات المسلحة, فقد اعتبر خائنا. لذا أطلب منك يا سيادة الرئيس أن تلعب دورا لتوضيح الوضع, ولوضع حد لمثل هذه الأطماع الاستعمارية, أو الاستعمارية الجديدة؛ لأن الحرب, كما تعرف, يمكن أن تقوم بيننا في أي وقت.
هذا ما أردت قوله لك....
الرئيس عبد الله واد : أشكرك على كل هذا الإيضاح الذي قدمته لي
لقد حاولنا كلنا, في الواقع, عندما بدأت هذه المشكلة, الحصولَ على معلومات, لقد حصلنا على معلوماتنا من الخارج عن طريق الصحافة, التي تملك مراسلين في عين المكان, وعن طريق التلفزيون.
أريد أن أقول الآن: إن أعضاء مجلس الأمن, والسلم الأفريقي الذين يمثلون رؤساء الدول, ليسوا أعداء, بالطبيعة, لليبيا. لذا فإنهم إن قاموا باتخاذ قرارا, فسيكون ذلك القرار مبنيا على قناعتهم بصدق الصور, والمقالات التي كتبها الصحفيون الموجودون في ليبيا.
عندما تفتح التلفزيون تشاهد صورا للجيش الليبي وهو يطلق الرصاص على مدنيين: ترى, منذ ثلاثة, أو أربعة أيام الطائرات الليبية, وهي تقصف مدنيين. هذه أعمال لا يمكن قبولها.
أنا شخصيا, يؤلمني أن أرى رئيسا أفريقيا, وهو يرمي قنابل على مدنيين, من بينهم نساء, وأطفال.
القذافي : لم يتم ذلك بهذه الطريقة..... لقد تعلق الأمر بنضال ضد العصابات المسلحة فقط.
الرئيس واد: من الواجب علي أن أقول لك شيئا. أنت تعرف أنني رجل حقيقة, وأنني إنسان حر أمام الجميع, إضافة إلى ذلك فأنا مسلم. والمسلم, وبخاصة إذا كان في مثل عمري, لا يكذب, وعليه أن يكون صادقا, كما أنني رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي
يجب علي أن أقول, عند حصول مأساة كهذه, ما أشعر به في قرارة نفسي.
أريد أن أضيف أننا كثيرا ما عملنا معا, مع ليبيا, ومعك أنت شخصيا يا قذافي, في إطار الاتحاد الأفريقي, من أجل الوصول إلى الولايات المتحدة الأفريقية, لكنك لم تفعل شيئا, أبدا من أجل السنغال. لم تبن مدرسة واحدة, لم تؤسس جامعة واحدة, لم تنشئ مستشفى نساء واحد. إذن فأنا حر اليوم في أن أقول ما أعتقده.
أعرف أنك قد قمت بعمل أشياء كثيرة في بلاد أخرى, لكن هذا لا يعنيني, وإن كنت أعتبره جيدا.
لكن في كل الأحوال, فيما يتعلق بالسنغال, كانت هناك وعود لم تنجَز. أريد أن أخبرك بأنني سأقول لك, في حرية تامة, ما أريد قولَه لك.
لقد تألمت حقيقة عند رؤية الصور التلفزيونية لبعض المدن الليبية التي قصفتها الطائرات؛ والتي لا يمكن أن يقال عنها إنها من اختراع الصحفيين !
سأقول لك ما أُحِس به, إن من حولك لا يقولون لك الحقيقة. إنهم لا ينقلون لك الحقيقة. أما عندما يكلمك أناس مثلي, لا فضل لك عليهم, فعليك أن تعتبر أنهم يفعلون ذلك من أجل الحرص على قول الحقيقة, ومن أجل مصلحة أفريقيا.
توجد في كل البلاد, ليس في أفريقيا فقط, شعوب غير راضية, لكن دور الحكومة يكمن, على الأقل, في إدارة عدم الرضا هذا. عدم الرضا الذي رأيناه في تونس, وفي مصر, وفي دول أخري, يدل على أن الأمر يتعلق بشعب واحد.
تشعر هذه الشعوب بالإحباط؛ لأن لها مطالب يجب الاستماع لها. لكن عندما يقال لك "كل شيء على ما يرام, ليس هناك أية مشكلة" .... لا, هناك مشكلة, وبخاصة فيما يتعلق بهذه المطالب.  تملك ليبيا الوسائل التي تمكنها من لاستجابة لهذه المطالب؛ بفضل المليارات التي تبقيها في الخارج, في حين أن الشعوب في ليبيا, وفي أفريقيا في حاجة إليها : هذا ما لا يمكن فهمه, وقد قلته لك مرات عديدة.
لقد قلته لك آخر مرة في اجتماع الدول الأفريقية, والعربية. لقد قلتَ إن هناك 92 مليار دولار في تصرفنا. لكنني لم أصدق ذلك.
لقد أرسلت إليك, عندما بدأنا في تأسيس الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا  منذ عشر سنوات, لجنة فيها وزراء دولة؛ لأقول لك : "يا قدافي, يجب توفير ملياري دولار على الأقل من أجل إنشاء طرق, وخطوط سكة حديدية, وجسور في أفريقيا, ليخلد اسمك هنا"
قذافي : لقد كنا في طريقنا إلى الاستجابة لهذه الطلبات.
الرئيس واد : لقد قلت لك مثلا , فيما يتعلق ببناء جسر روسو : " إن الأمر لا يتعلق بالسنغال فقط, وبموريتانيا.... لقد قلت لك أيضا سنسميه جسر القذافي, وإنني سأحضر من السنغال, والرئس الموريتاني من موريتانيا, وستكون أنت حاضرا في يوم الافتتاح. لكنك لم تنفذه. إنك تَعد, لكنك لا تنجز
لقد حققت بعض الأشياء في بعض الدول, لكن ما يهمني ليس السنغال. في السنغال, أحاول بطرقي الخاصة. ليس عندي نفط, لكنني لا أحسد أحدا؛ لأنني نجحت أكثر من دول تملك النفط. لكن ما لا أستطيع فهمه, هو أنك لا تساهم في بناء أفريقيا, على الرغم من امتلاكك كل هذا الوسائل, وفي الوقت الذي يقوم فيه الأفارقة بتسول المساعدات في كل مكان.
ما أقوله لك هنا يصدق على كل الدول الأفريقية.
القذافي : يوجد كثير من الاستثمارات الليبية في أفريقيا. إن ليبيا في طريقها لبناء أفريقيا.
الرئيس واد :  " هذا أمر لا نقاش فيه. أنت في سبيل الاستثمار في ليبيا, لا اعتراض لي على ذلك. لقد حققت استثمارات كبيرة في ليبيا. ما ننتظره نحن من ليبيا اليوم, ليس الفنادق, التي ليست جديدة رغم ذلك, بل طرقا, وسككا حديدية....هذا ما ننظره من ليبيا. ما أقوله هنا يصدق على الجزائر أيضا.
القذافي: إن من بنى أفريقيا هي ليبيا. هناك كثير من الاستثمارات الليبية في كل الدول الأفريقية.
الرئيس واد : أعتقد, يا أخي, أن الناس لا يقولون لك الحقيقة. إن رؤساء الدول الذين تعطيهم المال, لن يقولوا لك الحقيقة أبدا. أين هو خط السكة الحديدية الذي بناه الليبيون؟ أين هو الطريق, أو الطريق السريع الذي أنشأوه ؟
القذافي : الاستثمارات الليبية موجودة في كل مكان في أفريقيا. هذا واضح.
الرئيس واد : هذا بين. لكنني أعرف أفريقيا جيدا . لقد بنيت طريقا سريعا طوله 30 كنم في النيجر.
القذافي : هناك بنوك, واستثمارات, وقروض ....
الرئيس واد : على كل حال, لا توجد في السنغال قروض. أعتقد, يا أخي, أن من حولك لا يقولون لك الحقيقة. هذه هي المشكلة. لنترك هذه القضية.
لنتحدث الآن عن وقف هذا الاقتتال. يجب وقف ذلك. لقد اتخذتُ قرارا بعدم التدخل في هذا الموضوع, لكن هناك أناسا يموتون في هذه اللحظة التي نتكلم فيها.
يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار؛ هذا ما أقترحه أنا. أنا عضو في الاتحاد الأفريقي, وأحترم مجلس السلم, والأمن الأفريقي, الذي سيتخذ قرارات باسمنا, نحن رؤساءَ الدول, وفي اليوم الذي نكون فيه حاضرين, يمكن أن نناقش تقريره.
عليك أن تطلب, في هذه اللحظة التي أكلمك فيها, وقفا مشتركا لإطلاق النار, وسنذهب إلى الإذاعات, وإلى التلفزيونات؛ لنطلب من المعارضين وقف إطلاق النار, وأن يتوقف الجميع عن القتل. فهذا لا يُشرِّف أفريقيا.
لابد من أن تتحدث إلى الشعب. فأنت من يرأس البلد؛ عليك أن تُطمئن الجميع.
القذافي : إن تركنا قتال هذه  العصابات المسلحة, فلن تسير الأمور على ما يرام.
الرئيس واد : لم أقل ذلك. لقد قلت إنه يجب المطالبة بوقف إطلاق النار. أنا سأعمل في إطار الاتحاد الأفريقي؛ يمكن أن أطلب ذهاب لجنة إلى ليبيا الآن.
القذافي : إن قررت وقف إطلاق النار لأربع وعشرين ساعة, فإن عصابات ابن لادن  لن تنفذه.
الرئيس واد : يجب إعلان وقف إطلاق النار لأربع وعشرين ساعة, فإن استمر إطلاق النار  من الجانب الآخر خلال الأربع والعشرين ساعة, فإنه يمكننا أن نفهم حينئذ. لكن يجب اتخاذ الخطوة الأولى. سنستمع إليهم, ونعرف منهم ما الذي يجري. وما هي مطالبهم ؟
القذافي : لقد قامت نيجيريا بقتال عصابات في دلتا النيجر, وقاتلت موريتانيا مجموعات مسلحة. كما دمرت روسيا الشيشان !
الرئيس واد :  لا يجب السير على نهج الدول التي دمرت شعوبها. لقد وقفت, في حالة نيجريا, ضد الشركات النفطية التي تمر أنابيب نفطها بمناطق فقيرة؛ لتصدر بترولها إلى الخارج, دون أن تعير مصير هؤلاء الناس الذين تفسد, في بعض الأحيان أراضيهم إلى الدرجة التي تصبح فيها غير صالحة للزراعة, أيَّ اهتمام
القذافي :  يقف الشعب الليبي كله إلى جانبي ضد هذه العصابات المسلحة. نريد أن نتخلص من هذه العصابات المسلحة التي جاءتنا من الخارج. يمكنك أن تحضر هنا لترى ذلك.
الرئيس واد : يمكن أن أبعث أناسا, لكن ما أطلبه في الوقت الحالي, هو إعلان معمر القذافي وقفَ إطلاق النار مدة أربع وعشرين ساعة. وسأتكلم بعد ذلك مع الآخرين, وأطلب منهم الشيء نفسه
القذافي :  يصرخ الشعب الليبي دائما, ويطلب مني تخليصه من هذه العصابات المسلحة.

الرئيس واد :  أفهم أن تكافح ليبيا ضد الإرهاب , لأنني, أنا نفسي, ضد الإرهاب, لكن يجب, بالنسبة للمشكلة الليبية, إعلانُ وقف إطلاق النار.
القذافي :  يجب أن ترى بنفسك موقف الشعب الليبي, عليك أن تستمع إلى ما تقوله النساء, وما يقوله الأطفال. إنهم يقولون إنهم لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى المدارس, والخروج إلى الشوارع,  وشراء ما يحتاجونه؛ خوفا من العصابات المسلحة
الرئيس واد : أريد أن أعرف موقفك من إرسال الاتحاد الأفريقي لجنة لتقصي الحقائق.
القذافي : أقبل ذلك بكل تأكيد.
الرئيس واد : سأطلب ذلك, لكن ذلك لا يمنع من أن تعلن وقف إطلاق النار, وسنطلب, نحن من جانبنا, من الآخرين أن يفعلوا الأمر نفسه. لابد لكل حرب من أن تنتهي بالحوار.
القذافي : يجب أن أقنع الشعب الليبي بعدم محاربة العصابات المسلحة.
الرئيس واد : أنا  لم أقل ذلك, لقد قلت إنه حتى إن كانت هناك انتفاضة داخلية, فإن على الحكومة ألا تقصف المدنيين , الذين من بينهم نساء, وأطفال, بحجة قتال إرهابيين.
القذافي : هذه أكاذيب يتم تداولها في كل مكان من أجل ترك هذه العصابات المسلحة تحتل منابع البترول, وتحرقها. أتوافق على ذلك سيدي الرئيس؟
الرئيس واد :  لا أوافق على ذلك مطلقا؛ لأن النفط ملك لأفريقيا, ولكل الأفارقة. أستطيع أن أدلي بتصريح تلفزيوني أطلب فيه الامتناع عن حرق آبار النفط ؛ فهي ثروة أفريقية. يمكنني أن أقوم بذلك.
القذافي : يمكنك أن تقول إن من حق الدولة الليبية حماية ثرواتها.

الرئيس واد : لا. لا يمكن أن أتخذ موقفا كهذا. سأقول لهم ألا يحرقوا آبار النفط. ليس من صلاحياتي الدفاع عن الدولة الليبية, التي بإمكانها أن تدافع عن نفسها بنفسها. أنا لم تكلفني الدولة الليبية بذلك, بل  أعمل وفقا لما يمليه علي ضميري؛ لأنني أريد السلام لأفريقيا.
القذافي : لقد بدأنا في قتالهم عندما اتجهوا نحو آبار النفط.
الرئيس واد : سأقوم بتصريح حول هذه القضية. لكن إن أرادوا أخذ النفط, ووضع أمواله في المصارف الأوروبية, وحرمان أفريقيا منه, سأتخذ الموقف نفسه. نحن شعب واحد. ينظر البعض إلى أرضه, ليرى إن كان فيها نفط أو لا ؛ ثم يمسك بأمواله, في الوقت الذي تموت فيه الشعوب الأفريقية جوعا, وتذهب لتشحذ من العالم الآخر. ينطبق هذا الذي أقوله على الحكومة الجزائرية التي تحتفظ بأكثر من 200 مائتي مليار دولار في البنوك الغربية’ في حين أن هناك أفارقة يموتون جوعا.
يجب أن يتوقف كل ذلك. يجب استثمار أموال أفريقيا فيها لا في خارجها.
القذافي : هذا صحيح سيدي الرئيس.
الرئيس واد : أنا لا املك حسابا في أي دولة من دول العالم. لقد قلت لهم: إن وجدوا أموالا باسمي, فليأخذوها. أنا رجل حر, لذا يمكنني أن أقول مثل ذلك. لا بد من إرجاع مليارات الدولارات إلى أفريقيا.
تحتاج أفريقيا لسكك حديدية, ولطرق , ومدارس. .... نبذل, نحن الدولَ الصغيرة, جهودا كبيرة لبناء مدارس, وجامعات. عندنا أربع جامعات في السنغال, وليس عندنا نفط, ليس عندنا شيء. لا يفعل من يملكون النفط شيئا من أجلنا, ويفضلون وضع أموال بلادهم في المصارف الغربية.
القذافي : سيدي الرئيسأنا مثلك, لا أموال عندي في الخارج.....
الرئيس واد : لكن الدولة الليبية تملك أموالا في الخارج.
القذافي : هذا حق
الرئيس واد : أعتقد أن من الحكمة الاستثمار في أفريقيا بدل وضع الأموال في أي مكان من العالم؛ فأفريقيا تحتاج إلى ثرواتها.
من الذي أعطى الحق لأي كان في حفر الأرض, وقول إن هذا النفط لي, في حين أن الحدود قد وضعها المستعمرون. نحن نريد كسر الحدود, في حين أنه إذا وجد أحدنا  بترولا داخل دولته يقول إنه "لي". هذا هو ما سيدفع إلى الثورة في كل أفريقيا؛ لأن من حالفهم الحظ بوجود النفط, لا يستخدمونه من أجل الشعوب الأفريقية. هذه هي المشكلة.  من يحتفظ بأموال النفط في البنوك, في الواقع, هي الدول المتقدمة, لتستفيد منها في دعم اقتصادها. يجب إيقاف كل ذلك, وإرجاع أموال أفريقيا إليها.
القذافي : أتفق معك سيدي الرئيس, وأشكرك كثيرا.
الرئيس واد : إلى اللقاء.

ترجمة الأستاذ خالد جهيمة
لجنة الصداقة الليبية السنغالية (باريس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق