الأربعاء، يونيو 01، 2011

ليبيا : ثوار ليبيا يكرهون القذافي ولا يحقدون على قواته - منتهى الرقي



بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قتل أحد أفراد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي شقيق جمال الفارسي لكنه لا يبدي كراهية أو رغبة في الانتقام في سلوك يتناقض مع المرارة التي تميز معظم الحروب الاهلية.

وفي شرق ليبيا الذي تهيمن عليه المعارضة هناك غياب ملحوظ لمشاعر العداء العميقة التي غذت الصراعات الداخلية في العراق أو ايرلندا الشمالية أو رواندا أو الجزائر المجاورة.

وينصب الغضب كله تقريبا على رجل واحد هو القذافي.

ويقول الفارسي الذي قتل شقيقه فتحي في فبراير شباط في بداية الانتفاضة ضد الحكم المطلق للقذافي "من الذي أكرهه؟ القذافي فقط. لا أريد محاكمة الجنود الليبيين. اذا كنت مجندا فعليك أن تطيع الاوامر."

وفي شرق ليبيا على الاقل يصعب أن تجد أدلة على مظاهر الوحشية التي ميزت أغلب الصراعات الاهلية في الفترة الاخيرة -خاصة جثث ملقاة تحمل اثار تشويه وتعذيب.

ومن الاسباب التي يوردها سكان بنغازي عاصمة المعارضين تجانس الشعب الليبي. فجميع الليبيين من العرب السنة على عكس الحال في العراق مثلا حيث غذى عنف المتشددين في السنوات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 الانقسامات بين السنة والشيعة والاكراد والمسيحيين.

وخط الانقسام الرئيسي في المجتمع الليبي هو الانتماءات القبلية. وتلاعب القذافي بالتركيبات القبلية في البلاد عن طريق رعاية بعض القبائل وترويع البعض الاخر لتعزيز نفوذه.

ويتوقع بعض المحللين أن يزيد الصراع القبلي من زعزعة الاستقرار في ليبيا في حال سقوط حكم القذافي. ومازال الزعيم الليبي يبسط نفوذه على أغلب مناطق الغرب والعاصمة طرابلس على الرغم من الضغوط المتزايدة من غارات حلف شمال الاطلسي.

غير أن المعارضة حرصت على ان تنأى بنفسها عن القبلية ولا يريد الفارسي عنفا قبليا باسم شقيقه.

وقال "اذا حاكمنا جميع جنود القذافي ستحدث حرب أهلية حقيقية. كل رجل وراؤه قبيلة ... يجب ان تكون هناك مصالحة."

ويصعب معرفة مدى انتشار أفكار الفارسي لكن نبرته التصالحية يرددها الكثيرون في الشرق ومنهم قيادات للمعارضة التي عرض مجلسها الوطني الانتقالي عفوا على أنصار القذافي المنشقين عليه.

وفي بنغازي يدفن القتلى من جنود القذافي ومقاتلي المعارضة معا في مقبرة واحدة وتقام صلاة الجنازة على أرواح الجميع وفقا لما ذكره عاملون في المقابر والمشرحة.

وقال غيث حسين حافر القبور "لا نقول هؤلاء رجال القذافي فلنلقي بهم بعيدا. كلهم شهداء ويدفنون مع شهدائنا."

واضاف "هؤلاء الناس كانوا ينفذون الاوامر... مشكلتنا مع من أصدر الاوامر."

ويقول حسين واخرون ان الذين قاتلوا رجال المعارضة ربما كانوا مجبرين على ذلك او مخدوعين بدعاية القذافي.

واتبع الحكم المطلق للزعيم الليبي سياسة وحشية ويواجه المنشقون خطر الاعدام. وأمام كاميرات التلفزيون الحكومي وصف القذافي المعارضين بانهم "جرذان" يتعاطون المخدرات ويتبعون تنظيم القاعدة.

وفي محكمة بنغازي تقول محامية ليبية انها ستتطوع للدفاع عن المقبوض عليهم من أتباع القذافي دون مقابل.

واضافت "بعضهم ربما يصدق فعلا أن المعارضين من تنظيم القاعدة او انهم يشنون حملة صليبية من الخارج تتمثل في غارات حلف شمال الاطلسي."

وتابعت "بعض هؤلاء يعتقدون انهم يحاربون من أجل ليبيا واي شخص يقتل وهو يحارب من أجل ليبيا شهيد."

غير أن الشهامة التي يعامل بها البعض الموالين للقذافي في شرق البلاد نادرا ما تمتد الى مرتزقة افارقة تقول المعارضة ان القذافي استأجرهم لقمع الانتفاضة على حكمه المستمر منذ أربعة عقود.

وبعد المعارك يعرض المعارضون عادة بطاقات هوية أشخاص من تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا وغيرها من الدول الافريقية. ولا يبدي المعارضون الذين يرجعون أفعال قوات القذافي لعدم الفهم تسامحا مماثلا تجاه المرتزقة.

لكن هارون سالم العامل بالمقابر والذي دفن جثث رجال اتهموا بانهم مرتزقة لا يحملهم الذنب وقام بتغسيلهم والصلاة عليهم مثل غيرهم.

وقال "احيانا نجد أموالا مزيفة أو قديمة في جيوبهم.

"القذافي خدعهم مثلما خدعنا على مدى 41 عاما. فليرحمهم الله."

من محمد عباس

هناك تعليق واحد:

  1. الاخوة تحية طيبة وصلنى أخبارمن بنغازى بأن هناك مجموعة تقوم بقتل وتصفية الاخوة العاملين بجهاز الامن الداخلى منهم من أنضم الى الثورة ومنهم من ألتزم بيتة وأخرهم العقيد عبدالله عمران الورفلى وتم الاتصال بالمجلس عن طريق الضباط الذي انضموا للثوار وابلغهم المجلس بأنه لاسلطة له على هذة المجموعة ولا يدرى هل هم من الطبور الخامس أو غيرة الناس فى حيرة من أمرها وهذا الموضوع يفقد الناس ثقتهم فى المجلس وقدرته على حمايتهم لست بكاتب ولا روائ ولا أعرف أعبر عن شعور هذة الفئة ولكم الامرالوضع خطير جدا جدا يرجى ماقشة الامر وشكرا

    ردحذف