الاثنين، مايو 30، 2011

ليبيا : الرجبان قصف وقطع مياه ومحاصرة والثوار صامدون



رويترز - قطعت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي الكهرباء عن معظم أنحاء منطقة الجبل الغربي مما يهدد امدادات المياه النقية ويمثل تصعيدا لحرب الاستنزاف مع المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة.


وتزامن قطع التيار الكهربائي الذي بدأ منذ خمسة ايام مع تزايد وتيرة القصف المدفعي على مركز قيادة المعارضة في بلدة الزنتان وعلى بلدة الرجبان.
وقال مراسل لرويترز في الزنتان انه سمع انفجارات عشرة صواريخ تضرب مشارف البلدة اليوم الاحد. وقال ان هذه الصواريخ لم تسقط على ما يبدو في مناطق سكنية ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. وتحاول المعارضة بشتى الطرق جلب مولدات الكهرباء عبر المعبر الذي تسيطر عليه على الحدود مع تونس من أجل تشغيل ماكينات رفع المياه من الآبار الجوفية التي تمد المنطقة بمعظم احتياجاتها من المياه في هذه المنطقة الجافة. 
كما ارتفعت درجة الحرارة بشدة مع دخول فصل الصيف.وتوجد محطات الكهرباء في منطقة الوديان التي تتمركز فيها قوات القذافي.
ومع حلول الليل تغرق الزنتان في الظلام الدامس لكن الأنوار تتلألأ في قرية الرياينة القريبة التي تسيطر عليها قوات القذافي. وتقع بعض مواقع قوات القذافي قرب محطات الكهرباء نفسها وربما كان السبب في اختيارها هذه الاماكن هو محاولة تفادي قصف قوات حلف شمال الاطلسي التي قد تخشى اصابة محطات الكهرباء.
وقال ابو بكر احد قادة المعارضة المسلحة في الرجبان "بسبب انقطاع الكهرباء لا يمكننا ضخ المياه. الآبار اعمق كثيرا من ان يمكننا رفع المياه منها يدويا."
وقال ان المعارضة تعمل على احضار مولد ضخم من تونس لضخ المياه من البئر الرئيسية المعروفة باسم الخرطوم والتي تسقي الرجبان. واضاف ان خزانات المياه بها بعض المياه الاحتياطية وانها يمكن ان تكفي لعشرة ايام اضافية. ويوجد بالمدينة مولدان كبيران احدهما يمد المستشفى الرئيسي بالكهرباء.
وتجري الحرب على الجبهة الغربية في ليبيا في سلسلة من البلدات الممتدة على مسافة تزيد على 200 كيلومتر تبدأ من الحدود مع تونس وتنتهي عبر الجبال النائية في الزنتان التي تقع على بعد 150 كيلومترا تقريبا جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وتجد القوات الموالية للقذافي صعوبة في السيطرة على المناطق الجبلية المرتفعة بعد ان قضى الحظر الجوي الذي يطبقه حلف شمال الاطلسي على قدراتها الجوية. لكن عزلة المعارضة في هذه المناطق النائية وصعوبة امدادها عبر الحدود التونسية وحدها ستعمل ضدها اذا طال امد القتال. واخلت المعارضة جزءا من الطريق الرئيسي الذي تسيطر عليه واعدته كمهبط للطائرات على امل ان يسمح حلف شمال الاطلسي بتقديم مساعدات لهم من الجو او على امل ان يصلهم السلاح من رفاقهم في بنغازي في الشرق. وقال العقيد جمعة ابراهيم المعارض البارز في الزنتان ان المعارضة في الغرب ابلغت بنغازي بحاجاتها التي يفترض انها أبلغت حلف شمال الاطلسي لكن لم يصلها الرد حتى الآن.
واضاف انه يخشى هجوما وشيكا تقوم به القوات الموالية للقذافي. وقال ان قوات القذافي تستعد لشيء ما وان الوقت قد اقترب. وكرر مطالبة بنغازي بإمدادهم بالسلاح.
وتقول المعارضة المسلحة في الرجبان ان قوات القذافي المتمركزة على بعد نحو 20 كيلومترا صعدت من قصفها الليلي على مدى الايام الخمسة الماضية. كما تعرض وسط الزنتان لقصف صاروخي اربع مرات على الاقل خلال الاسبوع المنصرم مما اجبر اطباء منظمة اطباء بلا حدود على الرحيل. ويعاني سكان المنطقة من قلة المساعدات الانسانية وتتناقص مخزوناتهم من الوقود وهو ما يعني تناقص اعداد القادرين على السفر إلى تونس للحصول على احتياجاتهم الاساسية. وقال ابو بكر أحد سكان المدينة ان المزارعين يجدون صعوبة في اطعام اغنامهم بسبب وقوع معظم مناطق الرعي خارج سيطرة المعارضة وانهم مضطرون إلى بيع الأغنام في تونس. وحصلت كل اسرة في الرجبان أمس السبت على حصة من كيلوجرامين فقط من كل نوع من الخضروات جرى توزيعها من منفذ بدائي على حافلة صغيرة.
 وحددت حصة الوقود بعشرين لترا فقط للفرد كل اسبوعين.وقال محمد نوير المقيم في الرجبان "بسبب طبيعة الجبل نحن معتادون على ظروف الحياة القاسية.. يمكننا التكيف مع الظروف الصعبة."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق