الأربعاء، يونيو 01، 2011

ليبيا : هل يتخذ الأطلسي القرار الصعب ؟ أم يكتفي بالمراقبة من السماء ؟


كتب ماكس هاستنغز - وهو  كاتب في فايننشيال تايمز إن الأجندة العالمية تتغير بسرعة مربكة نظراً للاحداث المتلاحقة، وتراجع الصراع الليبي في ضمير الرأي العام، إذ حل محله الوضع في سورية ومقتل (زعيم تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن،

الأمر الذي يقدم بعض الراحة لقادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، الذين بدأوا الحملة في ليبيا التي حازت بعض الدعم من حلف شمال الاطلسي (ناتو) والعالم العربي، الا أنها فشلت في الاطاحة السريعة بالعقيد القذافي.


ولكن الوضع في ليبيا يتطلب اتخاذ قرارات مهمة وسريعة، وستكون مراجعة لأعمال الـ(ناتو) ومراجعة 90 يوماً في 30 يونيو المقبل. ويقدم العديد من الخبراء الخيارات المتوافرة لقادتهم السياسيين، وسط الفجوة الواسعة بين الوسائل العسكرية والغايات المعلنة التي كانت جلية منذ البداية.

وواجه التخطيط الكثير من العوائق نتيجة عدم توافر المعلومات الاستخباراتية المناسبة، ولاتزال الشكوك مسيطرة بشأن القبائل الليبية التي تعيش وسط ليبيا في ما اذا كان التخلص من القذافي سيشعرها بالتحرر، ام أنها موالية له على نحو صادق.

وتشير وجهة نظر واشنطن الى انه اذا ارادت اوروبا إنقاذ الليبيين من حاكمهم، وهي تملك اقتصاداً يعادل الاقتصاد الاميركي فعليها أن تحقق هذا الهدف عن طريق اللجوء الى قوتها العسكرية. وفي حقيقة الامر فإن طائرات دولتين فقط من دول الـ(ناتو) الاوروبية هي المشاركة في الحرب وهو أمر يؤكد الاتهام الاميركي بأن القوة العسكرية الاوروبية ضعيفة.

وتحت الضغط الشديد من رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون، لايزال الاميركييون يشاركون في فرض الحظر الجوي على ليبيا. ولكن من المؤكد أنه ليس هناك رغبة لواشنطن في زيادة التزامها في هذه الحرب، لأنها يمكن ان تغضب جداً من الاوروبيين اذا كانت نهايتها مفجعة.

ويعترف القادة العسكريون على طرفي الاطلسي بالالتزام الاخلاقي لوقف ذبح المدنيين في بنغازي، ولكنهم يظلون في حالة ارتباك من أسباب قيام فرنسا وبريطانيا واميركا الى ما هو أبعد من ذلك والاعلان عن تغيير النظام، ولكن القوى الجوية وحدها لن تحقق نصرا عسكريا حاسما. ويعتبر التهديد بنشر قوات برية عنصراً مهماً لحملات من هذا النوع، ومع ذلك فإنه لا توجد معطيات على الارض ولا إرادة سياسية لنشرهم. ويعتقد كبار المسؤولين الغربيين أنه لابد من استخدام قوة استقرار أجنبية لمنع وقوع الفوضى. ويرى مسؤول بريطاني يؤيد التدخل في ليبيا انه يتعين على كاميرون ان ينخرط في دبلوماسية شخصية قوية، لتقوية التحالف الدولي.

ويتبنى الفرنسيون والبريطانيون وجهة نظر أكثر تفاؤلاً من الاميركيين وبعض العسكريين. وهم يؤكدون أن تدخل الطائرات الغربية منع وقوع مذبحة للمدنيين، وبناء عليه فإن الدول الغربية اصبحت على الجانب الايمن لتاريخ ربيع العالم العربي، ومن الغباء رفض وجهة النظر هذه، واذا كانت نهاية الحرب في ليبيا سعيدة او أقل سعادة، فمما لاشك فيه أن (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي وكاميرون يستحقان كل حفاوة.

وفي هذه الأثناء يتعين على حكومات دول حلف الاطلسي أن تراجع خياراتها. والخيار الأكثر ترجيحاً هو استمرار القصف الى اطول أمد ممكن.

ويبقى الالتزام بتأمين القوات البرية غير مرجح، مع أنه يمكن احضار قوات من الامم المتحدة لحفظ الأمن في حالة انهيار نظام القذافي. وترى دول الـ(ناتو) ان تسليح الثوار الليبيين يمكن أن يشكل صعوبات جمة. ويبقى الخيار الأمثل من الناحية الدبلوماسية وهو ان تقوم الدول العربية بدعم الثوار. ولكن هذا الامر يمكن أن يدفعها الى إعادة النظر بهذه الخطوة عندما تقترب هذه المتاعب منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق