الجمعة، يونيو 24، 2011

ليبيا : الجزائر وفرنسا يناقشان عهد ما بعد القذافي


أجرى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه زيارة على مدى يومين إلى الجزائر العاصمة لمناقشة الهجرة غير القانونية ومحاربة الإرهاب في الساحل و الأزمة الليبية وقضايا أخرى ذات الاهتمام المشترك.

واستحوذ الوضع في ليبيا على المحادثات التي اخُتتمت الأربعاء 15 يونيو. وتصدر القصف الجوي للناتو قائمة الاختلافات بين البلدين حول الصراع في ليبيا. فالجزائر تريد وقفًا فوريًا للغارات لتفسح المجال أمام الدبلوماسية لتلعب دورها. في حين تؤكد فرنسا على "رحيل القذافي كشرط مسبق لوقف العمليات العسكرية".
وصرح جوبيه في مؤتمر صحفي يوم 16 يونيو مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي "التدخل العسكري في ليبيا ليس غاية في حد ذاتها"، مضيفًا أن القذافي "فقد شرعيته" وأي "حل سياسي يجب أن يأتي بعد رحيل القذافي وعودة جيشه إلى ثكناته".
وقال "صحيح أن قرارات الأمم المتحدة لا تطالب برحيل معمر القذافي، لكننا نريد ذلك". وقال "عندما يوجه قائد دولة مدافعه وأسلحته ضد شعبه، يجب عليه أن يرحل".
ونفى المسؤول الفرنسي شائعات بأن الجزائر كانت ترسل مرتزقة للقتال مع الجيش الليبي. وقال "فرنسا لا تعير أي مصداقية لهذه الاتهامات"، مضيفًا أن "الجزائر تحترم وتطبق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بليبيا بحذافيرها".
وفي نفس السياق، كان قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) الجنرال كارتر هام قد صرح خلال زيارته إلى الجزائر مطلع الشهر الجاري قائلا "لم أر بتاتا أي تقارير تشير إلى أن الجزائر تساند انتقال المقاتلين إلى ليبيا".
وأضاف "على العكس من ذلك، فإن الجزائر تؤيد بقوة الأمن الإقليمي وتتصدى بقوة للإرهاب وتدفق المقاتلين غير القانونيين. وعلى غرار الأسلحة، هناك كر وفر للمقاتلين في الفضاءات المفتوحة عبر المنطقة من وإلى ليبيا".
نفس الموقف أكده مكتب الخارجية البريطاني حيث صرح ناطق باسم المكتب لوكالة الأنباء الجزائرية يوم 3 يونيو "لا يوجد أي شيء يؤكد أن الحكومة الجزائرية تساعد المرتزقة لدخول ليبيا".
فيما يخشى المحللون تداعيات الصراع على الأمن الإقليمي.
سليمان عرب، خبير في الإستراتيجية العسكرية، قال "الوضع يخرج عن السيطرة على الحدود. ونحن نرى تداول الأسلحة لفائدة القاعدة".
وأضاف "يشير مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين إلى وجود 9000 لاجئ ليبي في جنوب الجزائر"، وقال "سنواجه أزمة إنسانية وأمنية خطيرة في حال تواصل الصراع على المدى البعيد".
بدوره أكد عبد الوهاب بنخليف أستاذ بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن "الجزائر لا يمكنها أن تظل بمعزل عما يحدث على حدودها الشرقية في ليبيا".
وأضاف "هذه الأزمة سيكون لها حتمًا تداعيات على الأمن الداخلي".

-
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق