إخواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما ما كنت اسمع بعض أعوان القذافي أو أعوان الأسد (أزالهما الله وخلص أهلنا في ليبيا وسوريا من شرهما ) يهتفون بهتافهم المعتاد " الله و معمر وليبيا وبس" او " الله وسوريا وبشار وبس " وكنت اكره أن أتكلم في حلّ أو حرمة إضافة معمر او بشار إلى الله والتسوية بينهم بواو العطف .
فواو العطف تساوي بين المعطوف و المعطوف عليه . فقولك جاء سعد وزيد . يعني إنهما تساويا في المجيء . فهنا أنت حددت وجه العطف وفي ما تساوى الاثنان , ولكن الهتاف بـ :-
(قبحه الله من هتاف وقبح الهاتف به ) يعني التساوي عند الذي يهتف بالقيمة والمنزلة بين هؤلاء الثلاثة المهتوف بهم . وهذا مما هو معلوم النهي عنه فلا يجوز شرعا ولا عقلا ان نساوي بين الله سبحانه وتعالى وبين أحد من خلقه . تنزه جل وعلى عن ذلك .
فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نهي عن قول " ما شاء الله وشاء محمد" . ورد القائل بمثل هذا "أجعلتني لله ندا" والند هو الشبيه والمساوي . وهذا في أمر المشيئة فيما يقدر عليه الإنسان من عطاء أو حرمان أو إجازة أو نهي .
لم أحرص على نصيحتهم لأن النصيحة كالدرة , والدرة لا تعلق برقبة خنزير , و كيف أنهى أو أنصح من لا يرعوي عن القتل ولا الاغتصاب ولا التدمير. وهذه أفعال, والفعل ابلغ من القول . فهم اولغوا في الدماء وأوغلوا في الفساد . فلا نصح يصل لهم ولا ناصح ينفعهم , صم بكم عمي وهم كالأنعام أو أضل سبيلا ,
جعل الله سبحانه وتعالى النصح والتذكرة للمؤمنين وليست لغيرهم . إذ لا تنفعهم الذكرى لقولة تعالى "فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين "
ولكني سمعت " بعض " إخواني وأحبتي من الثوار يهتفون في إحدى مظاهراتهم اقول بعضهم وفي بعض مظاهراتهم وليس كلهم . سمعت هتاف
" الله وحرية وليبيا وبس" او " الله وسوريا وحرية وبس"
ففي هذا الهتاف عطفوا ليبيا او سوريا على الله . ووقعوا في خطأ ارجوا من الله أن يغفره لهم . ولكن انصحهم بأن كان ولا بد من إدخال الله في الهتاف أن يكون الله ثم ليبيا وحرية أو أن يجعلوه " ليبيا وحرية " وبس .
أعلم ان الهاتف قد لا يقصد الإشراك بالله حيث ان لا مخلوق هتف له فكان هتاف لله وللبلد ولقيمة الحرية . ولكن اقل ما يقال فيه الكراهة المغلظة لعطف لفظ الجلالة على عيره كائن من كان . ولهذا أحببت أن أذكر أخواني به . ففي أثر عن سيدنا علي كرم الله وجهه :" الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء" أي نملة سوداء في ليلة ظلماء، على صخرة سمراء تمشي، هل يسمع لمشيها صوت؟ قال:" الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء .
نصر الله أبطال ليبيا ونفعهم بالإسلام ونفع الإسلام والمسلمين بهم
جعلنا الله جميعا هداة مهتدين , وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة
كتبه
صالح بن عبدالله السليمان-
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق