أطفال ليبيا بين القتل "بالإيدز" أو استخدامهم كدروع بشرية
لم يتوقف نظام معمر القذافي عن فبركة القصص وتزييف الحقائق منذ بدء الحرب في ليبيا، ويبدو أن استغلال العقيد لورقة الأطفال الليبيين في معركته ضد الغرب تارة ولإرضائه تارة أخرى باتت مكشوفة للعيان. وتعود جذروها للتسعينات في ما يعرف بقضية "أطفال الإيدز" بمستشفى بنغازي.
وقد أفاد صحفيون بحسب "رويترز" أن مسؤولين في نظام القذافي قاموا بدعوتهم لأحد المستشفيات في طرابلس الأحد 6-6-2011 لمشاهدة رضيعة فاقدة للوعي زعم المسؤولون أنها ضحية من ضحايا قصف الناتو على المدنيين في العاصمة، ولإبراز بشاعة المجازر التي يرتكبها الغرب في حق الليبيين العزل.
لكن المثير في القصة أن أحد العاملين في المستشفى قال في ملاحظة سلمها
لصحفي إن الطفلة في الحقيقة أصيبت في حادث سيارة.
وفي المستشفى تحدث أحد أقرباء الرضيعة للصحفيين وقدم نفسه على أنه جار للضحية رافعا شعارات تمجد العقيد الليبي ليتضح في وقت لاحق أن هذا الرجل تم توظيفه من مسؤولي القذافي مقابل مبلغ من المال لتقمص شخصية جار الرضيعة.
أما قضية "أطفال الايدز" التي استمر الجدال فيها لأكثر من 8 سنوات من 1999 إلى سنة 2007 والتي وجه النظام الليبي أصابع الاتهام خلالها لـ5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بتهمة حقن 426 طفلا ليبيا بدم ملوث بفيروس الايدز فهي مأساة أخرى لم تجد أسر الضحايا لها إجابة، وظل السؤال يرهق تفكيرهم عن المتسببين في قتل أبناءهم رغم أن القضاء الليبي قال كلمته بإصدار حكم الإعدام، لكن معمر القذافي وبحسب محللين استغل كعادته هذه القضية ليستدر عطف الغرب ويخرج من خانة "المغضوب عليهم" بعد تورط ليبيا في ما يعرف بقضية "لوكربي" وساوم عبرها بمعاناة الأطفال ودموع أسرهم.
وقال أطباء وأقارب هؤلاء الأطفال في تلك الحادثة إن معظمهم لم يخضع لعمليات نقل دم، لكنهم حُقِنوا بأدوية أو سوائل وريدية، توصف عادةً لأمراض الشعب الهوائية وغيرها من الحالات غير المهددة للحياة.
دروع بشرية ...من الأطفال
وقد أكدت صحيفة لوس أنجلوس "أن تلك الحلقة المثيرة للقلق في بلد لم يكن يُعرَف فيه تقريباً فيروس نقص المناعة، لا تزال واحدة من الأسرار الطبية الكبرى في تلك المرحلة وإهانة جماعية في تلك المدينة التي تقع شرق ليبيا، حيث ترتفع هناك دائماً مستويات انعدام الثقة في العقيد معمر القذافي".
وقد كشفت تقارير صحفية أنه عقب الإفراج عن الممرضات البلغاريات تم عقد شراكة في مجالات مختلفة بين ليبيا وفرنسا، حيث وقع الرئيس ساركوزي أثناء زيارة له إلى ليبيا على مشروع شراكة في مجال الطاقة النووية.
في المقابل، وعلى عكس ما يريد أن يظهره القذافي للإعلام الغربي من تلميع لصورة نظامه ودفاعه عن أبناء شعبه وتشبيه تدخل حلف شمال الأطلسي بالحملة الصليبية والعودة للاستعمار الأجنبي، تكشف تقارير عن بشاعة استغلال العقيد للأطفال والنساء كدروع بشرية في حربه.
وكشفت صحيفة "التليغراف" البريطانية أن قوات معمر القذافي تستخدم أطفال وتلاميذ المدارس البالغ عمرهم 15 عاماً، في الخطوط الأمامية في المعركة الدائرة لاستعادة السيطرة على بلدة مصراته.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء "المجندين" أكدوا عقب اعتقالهم من قبل الثوار أن قوات القذافي خدعتهم وأخبرتهم أنهم سيذهبون للمشاركة في تدريبات، ولدى بلوغهم الجبهة الأمامية منحوا بنادق وتعرضوا للتهديد بإطلاق النار عليهم حال محاولاتهم التراجع أو الفرار.
وتزعم الحكومة الليبية أن عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية في طرابلس تجاوز ال700 قتيل و4 آلاف جريح.
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق