قال وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم، إن مسعى مجلس التعاون الخليجي لضم المملكة المغربية «هدفه حمل الجزائر على تجاهل ما يجري على حدودها الشرقية، لكن هيهات أن ينسى الجزائريون إخوانهم الليبيين».
وتعاطى بلخادم وهو مسؤول كبير في الحكم الجزائري، مع دعوة مجلس التعاون الخليجي إلى انضمام المغرب، للمرة الثانية في ظرف أسبوعين. فقد ذكر أمس أن مجلس التعاون «وجه دعوة عجيبة لأشقائنا في المغرب، وهي ليست سوى حلقة هدفها حمل الجزائر على النظر في الاتجاه المعاكس وتجاهل ما يجري على حدودها الشرقية، ولكن هيهات أن ينسى الجزائريون إخوانهم الليبيين الذين لهم علينا حق الجيرة والدين والدم والتاريخ».
وكان بلخادم يتحدث بمناسبة اجتماع «اللجنة المركزية» للحزب الذي يقوده، «جبهة التحرير الوطني» صاحب أغلبية مقاعد البرلمان والمجالس البلدية والولائية. وقال إن الجزائر «ترفض التدخل الأجنبي ولا نرى من جانبنا أن الإجراءات المتبعة لحد الآن تصب في هذا الاتجاه»، في إشارة إلى معالجة الأزمة في ليبيا من طرف قوى غربية خاصة فرنسا، وحلف شمال الأطلسي. وأضاف بلخادم: «إن هذا يجعلنا نعبر عن خشيتنا من أن ما تتعرض له ليبيا ما هو إلا حلقة في مسلسل طويل، كانت بدايته من السودان ولا يعرف أحد، ما عدا الذين أعدوا هذا المخطط الرهيب، إلى أين سينتهي».
ولم يعط بلخادم تفسيرا أكثر لما يعنيه بحديثه عن تطورات الأزمة في ليبيا، ولا عن علاقة دعوة المغرب إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي بما يجري في الجارة الشرقية للجزائر. لكن حديثه يعبر عن موقف رسمي قائم على رفض تدخل دول أجنبية في ليبيا، وعن مقاربة جزائرية للقضية تحذر من وجود مخطط لتقسيم ليبيا شبيه بما جرى في السودان. وتسبب هذا الموقف في تصنيف الجزائر على أنها مساندة لنظام للقذافي، مما جلب لها اتهامات في قضية المرتزقة، والتي نفتها بشدة كما نفتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولأول مرة يرد على لسان مسؤول جزائري، أن مسعى ضم الرباط إلى مجلس التعاون الخليجي مرتبط بالأزمة الليبية. بل هو موجه حسب بلخادم، إلى إبعاد الجزائر عن تطورات الوضع في ليبيا التي تجمعها حدود مع الجزائر بطول 900 كيلومتر. ويرجح أن تثير تصريحات بلخادم ردود فعل ساخطة، خاصة من جانب المغاربة.
وكان بلخادم صرح في 14 مايو (أيار) الماضي أن حكومة بلاده «تستغرب طلب مجلس التعاون الخليجي انضمام المغرب إليه. فالطبيعي هو أن يأتي الطلب من الدولة التي ترغب في ذلك». وأشار إلى أن مجلس التعاون «ينبغي أن يغير اسمه بالنظر إلى موقع (جغرافيا) كل من الأردن والمغرب». وتابع: «كل بلد سيد في قراره أما نحن فلدينا فضاء ننتمي إليه»، في إشارة إلى اتحاد المغرب العربي المتعثر بسبب تردي العلاقات الجزائرية - المغربية.
عن صحيفة الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق