الجمعة، يونيو 10، 2011

ليبيا : ازدهار ليبي صعب تصوره بعد القذافي



نشرت مجلة "تايم" الاميركية على موقعها الالكتروني مقالا تناولت فيه توقعات المصارف الاجنبية المغرية في فترة الازدهار في مرحلة ما بعد القذافي في ليبيا، كتبته مراسلتها في لشبونة فيفيان وولت، وهذا نصه:

"يظل معمر القذافي محصورا في طرابلس وهو يواصل التحدي رغم عمليات قصف هي الأشد التي تقوم بها طائرات حلف شمال الاطلسي (ناتو) منذ ثلاثة اشهر، اما خارج ليبيا، فقد انتقل الحديث من الحرب الى فرص العمل التي توفرها ليبيا لما بعد القذافي.
ويصعب ان يتصور المرء ازدهارا في الاقتصاد الليبي في اعقاب تدمير القذائف البنية التحتية للمواصلات وتخلي العمال عن حقول النفط وتعطلها عن العمل، فيما يمكن لاحتياطي البلاد الهائل من الطاقة ان يمول برنامج تنمية بعد الحرب يكون قادرا على التحول الى قوة نمو للمنطقة. وقال جاكوب كولستر، مدير شؤون الشمال الافريقي في "بنك التنمية الافريقي" ان "لدى ليبيا 250 مليار دولار من احتياطي القطع الاجنبي، ويمكنها ان تحافظ على ما لديها من عملات اجنبية بسبب مبيعاتها النفطية. والاحتمالات واسعة".
ويصعب القول ان ليبيا في عهد القذافي كانت دولة فقيرة، وتعاني من بعض المشاكل التي تزعج جارتها مصر حيث يعيش حوالي 40 في المائة من الاهالي على 2.50 دولار او اقل في اليوم، فيما يبلغ دخل العائلة الليبية اكثر من 14 ألف دولار في السنة، وذلك وفق بيانات الامم المتحدة. بينما تبلغ نسبة الأمية حوالي 86 في المائة.
وعلى فرض ان بامكان الليبيين العثور على تفاهم سياسي شامل يقلل من مخاطر الوقوع في تمرد على غرار ما جرى في العراق بعد ذهاب القذافي، فان الثروة الليبية الطبيعية والمثقفين من ابناء الشعب تضعها على طريق التنمية الواسعة. واذا امكن تأمين السلام والاستقرار وتشكيل حكومة تهتم بالاعمال التجارية، فان ذلك يظل موضع تساؤل. ورغم ان جزءا كبيرا من ثروة البلاد مجمد حاليا في الخارج، الا ان ليبيا تظل دولة واسعة الثراء تتمتع بالسيادة. وتخطط شركات الطاقة الدولية التي علقت عملياتها في ليبيا نتيجة القتال للعودة في اقرب وقت ممكن حالما تستعيد ما يكفي من الامن للبدء في ضخ النفط من جديد.
ومن المفارقات ان الدمار الذي تسبب به القتال يمكن ان يدعم النمو الاقتصادي عبر الاستثمارات الواسعة المطلوبة لابدال البنية التحتية للاتصالات والمطارات والمباني التي تعرضت للقصف. وقال كوستر لمجلة "تايم" في لشبونة حيث يتجمع المئات من المستثمرين والصيارفة هذا الاسبوع لحضور الاجتماعات السنوية لـ"بنك التنمية الافريقي". وليبيا هي احدى الدول الـ 53 الاعضاء في البنك الذي يتخذ من تونس مقرا له ويقوم بادارة رأسمال يقدر بحوالي 67 مليار دولار "اننا بصدد بناء بنية تحتية معاصرة كاملة من جديد". 
ويقول رجال البنوك الافريقية الذين يجتمعون في لشبونة حيث لا يوجد تمثيل لا للنظام الليبي ولا لثواره، ان الاستثمارات المهمة لا تركز على عقود الطاقة الليبية، وانما على فرص التنمية في صناعات محتملة خرى. اذ ليس هناك برامج تنمية سياحية على امتداد ساحل البحر الليبي على البحر المتوسط الذي يمتد لمئات الاميال والقريب من اوروبا. كما ان هناك الافا من الاميال المربعة من الاراضي الزراعية التي لا تزال تحتاج الى تطوير.
ثم ان ليبيا لها استثمارات كبيرة في انحاء افريقيا، من بينها سلسلة من الفنادق الفخمة التي يملكها نظام القذافي في مالي والسودان واماكن اخرى. وستقوم المجموعة المصرفية بالضغط على من سيخلف القذافي لخصخصة هذه الفنادق وربما لبيعها الى شركاء اجانب. وقال بابا مادياو ندايو، الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة التمويل واستثمارات التطوير"، وهي شركة اسهم شخصية مقرها داكار، في السنغال، تستثمر في مشروعات في انحاء افريقيا، ان "هناك عملية تغيير كبيرة في الاوراق. وهي فرصة للجدد لكي يدخلوا مجالات هذه الدول بما لديهم من طاقة جديدة واسعة".

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق