لكن تسارع الأحداث ينبئ بأن النظام الليبي لن يصمد حتى هذا الموعد و لم تعد الدوائر المعنية في الخارج تخشى مفاجآت معمر القذافي وإنما تهتم أكثر بمرحلة ما بعده من خلال تأهيل مكثف للمعارضة لتسلم السلطة والحؤول دون وقوع ليبيا في الفوضى.
وفي الأسبوعين الأخيرين ظهرت عمليا نتائج الجانب السري من حملة الأطلسي إذ أنه استطاع تخفيف الحصار على بعض مدن الغرب و مكّن المعارضة فيها من دفع قوات القذافي إلى التراجع معززة سيطرتها على الزنتان ويفرن والجبل الأخضر. ما يعني أن القذافي خسر نهائيا إن كان لعب ورقة الغرب ضد الشرق. والخطوة التالية المتوقعة هي زحف الثوار على طرابلس العاصمة التي تمر حاليا بأسوأ أيامها بسبب الوتيرة المتواصلة للقصف على مقار النظام.
ومن الواضح الآن أن بنغازي وليس طرابلس أصبحت الوجهة التي يقصدها مبعوثو الدول للاطلاع على الخطط المعدة لمرحلة ما بعد النظام أو للتوسط من أجل حل سلمي قريب أو طبعا للاطمئنان إلى مصالحهم التي تعطلت بفعل الأزمة.
ويعتبر أهم المؤشرات إلى أن الأحداث اتخذت منحى لا رجعة فيه أن روسيا والصين سرّعتا أخيرا إقامة علاقات مع "المجلس الوطني الانتقالي" إذ لم تعد لهما مصلحة في مهادنة القذافي. وكذلك الجزائر التي وجدت في تجميد الأرصدة الليبية لديها تنفيذا للقرارات الدولية فرصة للاتصال بالمعارضة التي سبق أن اتهمتها بتقديم كل أنواع المساعدة للنظام.
وبعدما فشلت وساطة رئيس جنوب إفريقيا، تتجه الأنظار الآن إلى مهمة المبعوث الروسي ميخائيل مارغليوف لإقناع القذافي بأن الخيار الوحيد المتبقي له هو مغادرة البلاد في اقرب وقت إتاحة لوقف إطلاق النار وبلورة حل سياسي. غير آن الزعيم الليبي لا يزال مصرا على أن تكون له كلمة في الترتيبات المقبلة لقاء تنحيه ورحيله وهو ما لم يكن متاحا له في أي وقت.-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق