الأحد، يونيو 05، 2011

نواكشوط / ليبيا : خلافات حادة بين الخليج وموريتانيا بسبب ليبيا



(نواكشوط) - قالت مصادر دبلوماسية رفيعة بنواكشوط إن العلاقات الموريتانية الخليجية تعيش أسوء مراحلها منذ انتهاء حرب الخليج الأولى 1991 ، وإن الأزمة الليبية فاقمت من الخلاف القائم بين الأطراف.

وقال المصدر إن دولا مثل قطر والإمارات والكويت باتت تشعر بأن النظام القائم في موريتانيا غير جاد في توطيد العلاقات الثنائية بفعل الإساءة المتكررة لقادة تلك الدول في وسائل إعلام محلية ، وإن الوضع تدهور بشكل كبير بعد إحراق صور الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمام منزل السفير القطري بنواكشوط تحت حراسة الأجهزة الأمنية التي رفضت التدخل بحجة احترام حق التظاهر للموريتانيين ، بينما كانت وسائل الإعلام المحلية والعالمية تنقل قمع الشرطة ذاتها للمتظاهرين بساحة أبلوكات لمجرد مطالبتهم بإعادة قطعة أرضية إلى ملك الدولة.

وقال المصدر إن العربية السعودية مترددة كذلك بشأن التعامل مع موريتانيا في ظل انفتاح الأخيرة المتسارع على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما أن الموقف الأخير للرئيس الموريتاني من القضية اليمنية شكل إساءة كبيرة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ورفاقه في مجلس التعاون .

فحينما أعلن قادة دول الخليج تجميد المبادرة الخليجية لحل الأزمة باليمن في محاولة للضغط على الرئيس عبد الله صالح ، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن تهانيه للرئيس اليمني ودعمه القوي له معلنا استعداده للتعاون معه لصالح اليمن كما قال ، وهو ما فهم خليجيا على أنه محاولة لضرب جهود الخليجيين الرامين إلى عزل صالح وتقديم دعم سياسي للأخير في وقت الحاجة.

وتقول الأوساط السياسية إن العديد من المشاريع التنموية باتت متعطلة بالفعل رغم عدم الإعلان عن ذلك ، كما أن صورة النظام باتت مهزوزة في عيون شركائه الخليجيين بعد شهور من محاولة بعض الدول إعادة المياه إلى مجاريها بعد الفتور الذي شاب العلاقات الموريتانية الخليجية إثر انقلاب الجيش على السلطة سنة 2008 والإطاحة بالرئيس الموريتاني المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

ويقول دبلوماسي عربي مقيم بنواكشوط "إن لولد عبد العزيز الحق في الحفاظ على علاقاته الودية بالعقيد القذافي ، لكن دون أن يفرط في أصدقائه الآخرين".

وتقول أوساط المعارضة السياسية بموريتانيا إن ولاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للعقيد الليبي معمر القذافي ودعمه المفرط له في وجه الثوار ناجم عن الشعور بالمسؤولية تجاهه بعد أن كان من بين من ساندوه للبقاء في السلطة إبان انقلابه سنة 2008 ، ومحاولة عزله من قبل الأطراف الدولية المعنية بموريتانيا.

وتصنف دول الخليج من أكثر الدول الداعمة للاقتصاد الموريتاني ، كما تعيش بها عمالة موريتانية كبيرة منذ عقود رغم التوتر الذي تشهده العلاقات الموريتانية الخليجية من وقت لآخر.

ويأمل الموريتانيون في أن تظل العلاقات المتوترة بين الأطراف في جانبها الرسمي وأن لا تكون لها انعكاسات سلبية على الدعم المقدم لفقراء موريتانيا ، أو المشاريع التنموية الممولة من قبل مؤسسات خليجية أو خواص مقيمين بها.

وقد كان موقف عبد الله بشارة رئيس مجلس الإدارة في شركة شمال إفريقيا القابضة مفاجئا للأوساط المالية بموريتانيا حينما اعلن أن شركته قررت تأجيل الدراسات الخاصة بالاستثمار في موريتانيا إلى الأعوام المقبلة ، لافتا إلى أن الشركة تعمل بسياسة التحوط والحذر في الدول الإفريقية خاصة مع الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة.

كما توقفت بعض المشاريع القطرية التي كانت الدوحة تنوي القيام بها في نواكشوط بعد سحب ولد عبد العزيز لقطع أرضية كانت مقدمة للقطريين من قبل الحكومة السابقة مقابل بعض الاستثمارات المهمة ، ليبيعها في وقت لاحق لثلاثة من أقاربه مما أثار جدلا واسعا داخل الساحة السياسية والشبابية بشكل خاص.

وكانت ليبيا قد وعدت نواكشوط بسلسلة من المشاريع التنموية تبلغ قيمتها 500 مليون دولار ، غير أن رحيل العقيد القذافي عن السلطة المتوقع قبل نهاية العام ، وتوتر العلاقات بين الثوار الجدد ونظام ولد عبد العزيز من المؤكد أنه سينسف تلك المشاريع التي ظلت طيلة سنوات حكم العقيد القذافي طعما ترفعه طرابلس كل مرة وتخفيه متى هدأت العواصف السياسية بموريتانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق