السبت، يونيو 18، 2011

ليبيا : ما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬القذافي‭!‬ وأستنجاد التلفزيون الليبي بعبد الناصر

-العقيد الليبي، معمر القذافي، اقترح على الثوار أن يتكفل بكل مصاريف علاجهم في المستشفيات التونسية، وذلك في خرجة تثبت أن الأخ العقيد لم ينس شطحاته الغريبة، ولم يتخل عنها حتى في عزّ الحرب الأهلية القائمة هنا،
وعلى بعد مسافة قصيرة من اقتراب الثوار من حصنه في باب‭ ‬العزيزية،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬باتوا‭ ‬يتساءلون‭ ‬بحسرة‮:‬‭ ‬من‭ ‬لنا‭ ‬بعد‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬البائسة‭!‬؟
تلفزيون العقيد استنجد أيضا ـ زيادة على الأغاني الوطنية ومجالس الثورة السابقة ـ بصور وخطابات للزعيم القومي الراحل، جمال عبد الناصر، وكأنّ القائمين على التلفزيون يريدون القول: إن معاداة القذافي تعني معاداة عبد الناصر، الرجل الذي واجه إسرائيل والعدوان الثلاثي‭ ‬بقلب‭ ‬من‭ ‬حديد‭!‬
لكن التلفزيون الموالي للعقيد، لم يخبر مشاهديه ببقية القصة، وهي أن عبد الناصر نفسه، اعترف بالهزيمة بعد نكسة 67، وقرر التخلي عن السلطة والعودة لصفوف الشعب، مثلما قال في خطابه الشهير، ولم يجن من عدوله عن تلك الاستقالة سوى الموت مغتالا بالسمّ على سريره.
القذافي‭ ‬وغيره،‭ ‬لو‭ ‬آمنوا‭ ‬بيوم‭ ‬يعودون‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب،‭ ‬مواطنين‭ ‬عاديين،‭ ‬لما‭ ‬وقع‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬من‭ ‬ثورات،‮ ‬ومعارك،‭ ‬ولما‭ ‬سالت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الدماء،‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‮ ‬واليمن،‭ ‬ومصر‭ ‬وتونس‭ ‬والبحرين‭!‬
الحكام‭ ‬العرب‭ ‬يؤمنون‭ ‬بقاعدة‭ ‬‮"‬من‭ ‬القصر‭ ‬إلى‭ ‬القبر‮"‬،‮ ‬وزادوا‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نظرية‭ ‬التوريث‭ ‬في‮ ‬الحكم،‭ ‬ونقل‭ ‬مقاليد‭ ‬السلطة‭ ‬للأبناء،‭ ‬فباتت‭ ‬الشعوب‮ ‬كالأغنام،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أدنى‭ ‬مرتبة،‭ ‬وكرامة‭ ‬وحضورا‭!‬
ماذا ينفع استنجاد القذافي بعبد الناصر، ألم يخفق زين العابدين بن علي في التستر كل الوقت وراء تاريخ الحبيب بورڤيبة؟ وحتى بشار الأسد لم تنفعه طويلا سياسة الاختفاء وراء فرضية المؤامرة، والمعركة المفتوحة مع الكيان الصهيوني، وهي المعركة التي لم يطلق فيها ـ بالمناسبة‮ ‬ـ‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة،‭ ‬أو‭ ‬كأن‭ ‬مبارك‭ ‬نجح‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‮ ‬السلطة،‭ ‬حين‭ ‬غازل‭ ‬المصريين‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬صاحب‭ ‬الضربة‮ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬73‮ ‬‭.‬
إذا استنجد القذافي بجمال عبد الناصر، فإن ما لا يعرفه أو لا يريد تصديقه، أن الثوار في ليبيا يجعلون من عمر المختار قائدهم وشاهدهم ورمزهم. كما أنه من بين أهم ميزات الثورات العربية القائمة حاليا، أنها لا تلتفت إلى الماضي بقدر تطلعها إلى المستقبل، وهي لا تعترف بالأصنام التي مجّدتها الأنظمة، وفقا لتاريخ رسمي مزور كتبته حسب مصلحتها، ولكنها تحترم الرموز التي ولدت من رحم الشارع، وهي الآن بصدد الوقوف على ميلاد جديد، يبدو عسيرا جدا.. لكنه غير مستحيل.  
 بقلم قادة‭ ‬بن‭ ‬عمار
عن الزميلة الشروق اون لاين-
-

هناك تعليق واحد:

  1. There is no civil war in Libya! It's the gaddafi regime killing his own people. I find it bemusing for a website like yours to confuse the definition of civil war with the massacres taking place in Libya.

    ردحذف