ثوار ليبيا ينجحون في تأسيس مصرف بنغازي المركزي رغم المشاكل المالية واللوجستية التي يواجهها الثوار الليبيين، إلاّ أنهم تمكنوا من تأسيس بنية تحيتة تتمثل في ولادة مصرف بنغازي المركزي.
برن: لم ينجح القصف الجوي والضغوط الديبلوماسية الدولية في زحزحة القذافي من مكانه، لو مليمتر واحد! وفي الوقت الحاضر، يواجه الثوار باقة من المشاكل، المالية واللوجستية، التي تمنعهم من استهداف القذافي بضربات مبرحة. بيد أنهم تمكنوا، في النهاية، من تأسيس بنى تحتية ستكون شغالة ما أن يعلن الأوروبيون والأميركيون ازالة الحظر الجوي عن ليبيا، أم تخفيفه قليلاً. وفي خطوة مالية ثورية، لا تقل ثقلاً عن خطط الثوار العسكرية، يشهد العالم اليوم ولادة مصرف بنغازي المركزي التي تعتبر سويسرا أول من ترحب به، من كل قلبها!
من جانبهم، يرى خبراء الاقتصاد السويسريين أن مصرف بنغازي المركزي سيتولى جزء من "الورثة" الموجودة لدى المصرف المركزي الليبي، أي قلب النفوذ المالي لدى الرئيس القذافي. وعلى عكس الخطوات التقليدية، الرامية الى تأسيس مصرف ما بواسطة المحامين والمصارف التجارية، فان مصرف بنغازي المركزي تم تأسيسه بواسطة قذائف الهاون وحروب الشوارع، وفق رأي هؤلاء الخبراء! في مطلق الأحوال، فان المصرف المركزي الجديد سيلعب دوراً تنظيمياً في السياسات المالية لليبيا أو بالأحرى لذلك القسم الليبي الذي سيذهب، جغرافياً، لصالح الثوار وحلفائهم الغربيين. الى جانب ولادة هذا المصرف، أقدمت حكومة بنغازي المنشقة عن النظام السابق على تأسيس شركة تشرف على انتاج النفط، تدعى (Libyan Oil Company)، باشرت الشركات النفطية الغربية والمصارف الدولية التعرف عليها عن كثب قبل اطلاق العنان لسلسلة من المشاريع المشتركة، التي تعني سويسرا عن قرب!
في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر الى أن مصرف (HSBC) البريطاني أول مصرف أوروبي يتحرك لانشاء روابط وثيقة مع مصرف بنغازي المركزي. أما المصارف السويسرية العملاقة فانها ما تزال بحاجة الى وقت قبل اعلان خططها. ويتوقف الخبير غوبسر للاشارة الى أن معظم الأصول الليبية القذافية التي تم تجميدها، حول العالم، وقيمتها حوالي 120 بليون دولار أميركي، كانت موجودة في هذا المصرف البريطاني، الذي كان يحرس أموال القذافي.
علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن احدى مهمات مصرف بنغازي الرئيسية ستكون اعادة الحياة الاقتصادية، في المناطق التي تم تحريرها من قبضة القذافي، الى طبيعتها. بالطبع، فان العودة الى تصدير الغاز والنفط، من المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار، ستساعد كثيراً في اعادة كل شيء الى طبيعته. هذا ويرى الخبير السويسري دوراً طليعياً لقطر التي أضحت محوراً في التداولات التجارية بين الخارج ونفط الثوار الليبيين.
¬
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق