من مذكرات مقاتل
قريتي صغيره اهلها بسطاء، يمضون يومهم بين المسجد وحقولهم واغنامهم قلما يجدون وقت للحديث، اطفالهم يلعون بدون خوف، الكبار منهم يذهبون صباحا للمدرسة ويقضون القيلوله في الغابة يبحثون علي اعشاش الطيور في المساء موعدهم مع معلم القران، هكذا هي حياتهم، 42 سنة من الحرمان والعذاب ولكن محبتهم وتعاونهم جعلهم يعشون بسلام لا لصوص ولا حرامية حتي كنا نطلق عليها اسم القرية الاليفة، اليوم قرر القذافي واعوانه تحويلها الي كتل رمادية ينبعث منها الدخان الاسود تاره والرمادي اخري، نزح كل اهلها هرب كل قاطنيها، السكون المرعب يعم المكان فقط دخان وعلب صفيح واكياس قمامه تعبث بها الرياح تكسر السكون، حتي الكلاب هجرتها، تقدم قليلا مازال الدخان يتصاعد من البيوت، تقدم قليلا عربات كتل حديده كنا نعتقد ان هدفها القدس وقتل الاعداء، احترقت ودمرت، تقدم الي وسط الحقول الي وسط الغابة رائحة الموت في كل مكان جثث محترقة واخري مقطعة الاوصال ، جثث كانت بشرا يمشي ويتحرك ـالحقيقة هم اشباه بشر باعوا انفسهم لشيطان الانس ، اجتمعوا من وراء الصحراء هنا، كان قرارهم اقتل كل ليبي يريد ان يكون حرا، اتحداك ان تحتمل رائحة الموت، تتراجع وبنفسك الف سؤال لماذ؟ لماذ؟ يقتل البشر البشر ولكن ما اعمق البون بين البشر والمخلوقات المأجورة، اقتل واقتل واعتصب من اجل مالا زائل من اجل سيد استعبده السلطان واتبع الشيطان، سبحان الله ما اغرب الزمن وما اقصي بني الانسان ، تواصل طريقك حتي تصل الي الذي كان بيتك، يعاودك الحنين تستعيد كل شريط ذكرياتك حياتك 40 سنة في لحظات سبحان الله تتذكر كل اللحظات الهامة في حياتك كأنها فيلم وثائقي تغوص في ذاكرتك، فجاء تسمع اصواتهم تتعالي جرذ جرذ تختبي في الذي كان بيتك حركتك تكلفك حياتك لان الحطام يحيط بك تجلس حتي الفجر حتي تسكن اصواتهم وتبتعد تقف بحذر فاذا بالذي كان بيتك قد دمره تماما تخطوا خطواتك الاولي تري صور اطفالك ويوم زفافك قد عبث بها ومزقت ترفع عيناك قتري جدار بيتك ينظر اليك بخجل كتب عليه الله -....... وليبيا وبس وعبارت اقل ما توصف انها قبيحة، لقد فات الفجر ولم اسمع الحاج عيسي يقول الصلاة خيرا من النوم، فما كان مني الا ان اقطع الطريق باتجاه النزوح في كل خطوة ادعوا بالنصر للثوار ادعوا الله ان يكفينا شر القردافي ونسله النتن، وصولا الي خيام كانها معتقلات شيوخ نساء اطفال لعنة الله علي من جعل اعزة القوم هكذا، تجلس علي ركبتيك تحاول ان تحبس دمعك ولكنه ينهمر مدرار غصبا عنك ،
تنهزم ثم تقول يالله اشكوا اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني علي الناس ، ثم تسمع اصوت الاطفال وهم يهتفون معمر يا ابوشفشوفة واحد تعسه معاد اتشوفة، صوت يعطيك طاقة غريبة، بل ربما الله قد استجاب دعائي، قررت العود والاتحاق بالثوا، ستعود الحياة ويعود الاطفال الي مدارسهم و تعود ليبيا حرة كريمة عزيزه بدون القذافي واتباعة، بالله عليك اصحي ياخي ارجعك الي ربك ارجع الي دينك ووطنك القذافي زائل زائل زائل.
مقاتل من جبل نفوسة من الزميلة المنارة للأعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق