الاثنين، مايو 23، 2011

ليبيا : مصراته : "انها كارثة لكن لدينا امل. لقد حررنا مدينتنا."


Photo
أنقر على الصورة للتكبيرها

مصراتة (ليبيا) (رويترز) - بحث سكان مدينة مصراته التي شهدت معارك طاحنة في غرب ليبيا عن المواد الغذائية في متاجر لم يتبق فيها سوى القليل في حين قام رجال المعارضة المسلحة بانتزاع الاسلحة من حطام مدرعات الزعيم معمر القذافي.
وبينما بدأ اخرون في ازالة اثار الدمار بالمدينة قطع دوى انفجارات بعيدة سكونا غير مألوف في شوارع مصراتة ثالت كبرى مدن ليبيا التي كانت مسرحا لاشرس المعارك منذ بدأت الانتفاصة ضد القذافي في منتصف فبراير شباط.
بكى عمران الضوفري (84 عاما) وهو يسير متثاقلا وسط المدينة متطلعا الى مبان اخترقتها القذائف والصواريخ على مدى اسابيع فخلفت فتحات في جدرانها او حولتها الى انقاض.
يقول عمران "انظروا. لا اصدق. لو لم يرسل لنا الله الناتو (حلف شمال الاطلسي) لاحرقونا جميعا. حتى في الحرب العالمية الثانية عندما كنت صغيرا لم نتعرض لدمار كهذا. الان اتساءل متي يأتي الصاروخ القادم ليقتلنى."
وتقول المعارضة المسلحة انها اجبرت قوات القذافي على الابتعاد لمسافة 25 كيلومترا من وسط المدينة المحاصرة بعد اسابيع من معارك الشوارع والقصف.
أتي القصف على حي التسوق الرئيسي وانتشرت في جنباته دبابات مهجورة فقدت ابراجها بفعل القصف.
وعلى أسطح العديد من المباني في شارع طرابلس الذي كان مسرحا لاشرس الاشتباكات تناثرت فوارغ طلقات البنادق التي كان يستخدمها قناصة رابطوا هناك.
واغلقت هياكل شاحنات محترقة عدة نقاط بالشارع استعانت بها المعارضة المسلحة لمنع تقدم قوات القذافي اثناء الاشتباكات.
وقال عبد الناصر (44 عاما) وهو عاطل عن العمل "هذا هو الشريان الرئيسي لمصراته. كيف تعيش عندما يكون شريان رئيسي مقطوعا."
كما انتشرت بالشوارع محتويات مدمرة من متاجر تعرضت للقصف ومنها دمى عرض ملابس لم تسلم من طلقات الرصاص الكثيفة.
وأمام أحد المحال التجارية تم تجميع الاف من طلقات الرصاص وبقايا الصواريخ ومدافع الهاون والاسلحة التي تركها مقاتلو الكتائب. وتم وضع دمية تشبه القذافي فوق هذه الاسلحة.
كما تم عرض بطاقات هوية لاشخاص من مالي وتشاد وموريتانيا ونيجيريا تقول عنهم المعارضة المسلحة انهم كانوا مرتزقة استأجرهم القذافي.
وقال رمضان شنبه (42 عاما) وصاحب الفكرة "اريد أن اظهر للعالم ماذا كان يستخدم القذافي ضدنا."
وقال شنبه ان باقة من الزهور وضعت في المكان الذي شهد مقتل اثنين من افراد المعارضة المسلحة على يد قناص. ولا تزال اثار الدماء بادية في المكان الذي سحبت فيه الجثتان الى شارع جانبي.
ولاقى المئات حتفهم في الحصار منذ خرج سكان المدينة في انتفاضة ضد القذافي. وفشلت غارات حلف شمال الاطلسي الجوية ضد مدرعات القذافي في وقف الدمار.
وقالت المعارضة المسلحة ان القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية في مصراتة يوم السبت. واستقر برج دبابة مدمرة مائلا على مدخل متجر ساعات.
واقامت المعارضة المسلحة سواتر رملية عند التقاطعات وخلت بعض الشوراع الرئيسية من السيارات.
وقال عبد الحكيم أحد افراد المعارضة (26 عاما) ان "المدينة هادئة لكنهم (قوات القذافي) على مشارفها. كان هناك قتال شرس أمس. كل يوم."
ونقلت سفينة تستأجرهما المنظمة الدولية للهجرة معونات تشمل الطحين والدقيق والخضروات الى مصراتة في وقت متأخر يوم السبت.
وقام عدد قليل ن الباعة الجائلين بعرض خضروات طازجة لكن السكان قالوا انهم يحيون على الجبن المطبوخ ومواد غذائية اخرى لا تفسد سريعا.
وقصفت طائرات الحلف سقفا اسمنتيا لسوق مزدحم بوسط المدينة. واصيبت في الغارة خمس دبابات مما يكشف الاساليب التي كانت قوات القذافي تتبعها لتفادي الغارات. وتسلق كثير من الاطفال الدبابات لالتقاط صورة تذكارية.
وقال الموظف المدني علي الحوتي (42 عاما) بينما ترجل عبر الشارع المدمر "انها كارثة لكن لدينا امل. لقد حررنا مدينتنا."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق