الأحد، مايو 22، 2011

ليبيا : سوريا : 40 عاما من الفشل. ارحلوا . هل تريدون اكثر؟


syria_libya
40 عاما من الفشر والفشل

الشبكة العربية العالمية - يستطيع كل إنسان اليوم أن يلاحظ المفارقة: كل الذين باعوا علينا شعارات قومية، يمارسون في سجونهم أعمال التعذيب. وكل الذين قالوا لنا انهم يريدون تحقيق الوحدة العربية، انتهوا بنا الى تمزيق بلدانهم نفسها.
وكل الذين قالوا انهم سيأتون الى شعبهم بالحرية، جاءوا بتكميم الأفواه ومراقبتها. وكل الذين قالوا انهم جاءوا من اجل الجماهير، جاءوا في الواقع، بسلطة الحزب الواحد والقائد الواحد الأحد الذي لا شريك له. وكل الذين قالوا انهم اشتراكيون، وانهم يعملون من أجل العمال والفلاحين، انتهوا الى سلطة تقتسم المصالح والامتيازات بين أفراد طغمة من الفاسدين.
وهم حكمونا، بهذا الهراء، ليس عاما وليس عامين، بل ليس عقدا ولا عقدين، بل أكثر من 40 عاما في ليبيا وسورية. وأكثر من 30 عاما في اليمن.
لله درّنا، كم كنا صبورين. ولله ضرّهم كم كانوا نصّابين. حتى إذا ثرنا على المفارقة المخزية بين القول والعمل، قالوا اننا مندسون، وقالوا اننا متآمرون.
مثقفو الطغيان والفساد الأيديولوجي قد يطالبون الناس بأن يثبتوا انهم ثوريين قبل أن يعلنوا مساندتهم لمطالب الحرية، إلا أنهم لم يسألوا حكوماتهم ماذا فعلت للمشروع القومي؟ وأي خدمة قدمت للجماهير؟ ولماذا تمتلئ السجون بالمعتقلين؟ ولماذا تتحول الدولة الى جهاز أمن ومخابرات؟ ولماذا أصبحت الدولة ملكا للمنتفعين وحصنا حصينا للمقربين؟ ولماذا بعد هذا كله، لا يسمحون لنا بالتغيير؟
وقد يستطيع مثقفو النفاق الأيديولوجي في دمشق العروبة، أو مؤيدو عقيد الضلالة في طرابلس، أن يغمضوا أعينهم عن قطع الماء والكهرباء ضد مدن بأسرها، وقد يستطيعون أن يتجاهلوا جرائم القتل التي يرتكبها المأجورون من مليشيات البعث (الجماهيري) ضد الجماهير، إلا انهم لا يستطيعون تحاشي السؤال: ماذا قدمتم للقضية القومية غير الهزيمة والخسارة؟ وماذا قدمتم للجماهير غير الفساد والقهر؟ وماذا بقي من الاشتراكية؟ ولماذا تستمرئون الإنتهاكات؟ ودمشق التي تركت التحرير لتكتفي بالممانعة والصمود على اللاتحرير، كيف انتهت الى سلطة دجل وتزوير؟ وكيف انتهينا، نحن أبناء الجماهير، الى عملاء ومندسين؟
لقد حكمونا بالشعار. وعندما فشلوا في تطبيقه وطالبنا بالتغيير، قالوا مؤامرة ولاحقونا بالدبابات.
السؤال الذي لا مفر منه هو: هل كنتم حقا تقصدون الحرية والتحرير؟ أم انكم دجالون وتبحثون لفشلكم عن تبرير؟ هل كنتم تقصدون التحرير، أم انكم سلطة عنف وتخلف وتأخير؟ وزعيمكم، أهو زعيم قومي حقا، أم انه رئيس عصابة يتخذ من الشعار القومي غطاء لنشر العوز والتفقير؟ وحزبكم أهو حزب حقا أم انه جزء من "عدة الشغل" اللازمة لتقديم الجهل على أنه تنوير؟ واشتراكيتكم هل كانت اشتراكية حقا، ام مشروعا لبيع النهب على أنه ضرورة من ضرورات التثوير؟
لله درنا كم كنا صبورين على شعاراتكم، ولله ضرّكم كم تجرأون على التزوير.
ولئن كان أوان التحرير قد آن، فان الطريق اليه يبدأ من الخلاص من سلطة الظلم والفساد، قبل الوقوف على ضفاف فلسطين.
هذا هو الدرس الذي لو كنا أدركناه، قبل نصف قرن، لما كنا وقعنا تحت سلطة طغاة ودجالين كهؤلاء الطغاة والدجالين. ولما كنا قد حصدنا فشلا، كهذا الفشل. ولما كانت فلسطين ظلت قضية ومحنة. ولما كنا دفعنا من حريتنا كل هذا الثمن.
لقد حكمونا بشعار الوحدة والحرية وسلطة الجماهير. وها هم يجربون على جلود الناس نوعا آخر من التحرير. ليس هو تحرير فلسطين، وليس هو تحرير الفقراء من الفقر. وانما تحرير درعا وحمص وبانياس من المواطنين، لتبقى دولة اللصوص: يسرقون باسم تحرير فلسطين. ويحتكرون السلطة بإسم الكادحين. ويقمعون الحريات تحاشيا للمندسين.
لقد حكمونا بشعار. فلما اتضح أنه خدعة من أجل البقاء في السلطة الى أبد الآبدين، قالوا إن المطالب بالاصلاح مؤامرة، وإننا لا نستحق إلا قطع الماء والكهرباء، وإلا إرسال الشباب بالآلاف الى السجون وإلا سبي البلاد كلها بحثا عن مؤامرة، وعن متآمرين.
لقد حكمونا كل هذه السنوات، على فشل، وعجز، وفقر، ولا أدري لماذا يريدون المزيد؟
سؤال أتركه "للمندسين" تحت التراب، في قبور درعا وتلكلخ، ليجيبوا عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق