
وقال إن تفرق الناس إلى مذاهب وفرق وأحزاب ظاهرة موجودة، والتنازع بينها مظهر من مظاهر ضعف الأمة، وبذرة التفرق تشفى دائماً بماء التنازع لتخرج من طينتها أمراض التنابز بالألقاب والتعصب البغيض بغض النظر على امتلاك هذه الفرق للصواب من عدمه.
واستطرد الشيخ ابن حميد فقال إن الله سبحانه وتعالى سمى أهل الحق "حزب الله" فالمقصد أن الحزبية والطائفية موجودة لكن يظل منهج الحق ظاهر، مشيراً إلى أن الأمر يظل بحاجة إلى شيء من التمحيص والالتزام بالضوابط وتقييم الخطاب للعلماء مع رؤوس أهل العلم وشيوخ المذاهب وليس لعامة الناس.
وقال ابن حميد: نحن سلفيون والسلف الصالح ليس مذهباً أو حزباً بل منهج ننتمي إليه وليس لأشخاص، فالحق غايتنا أينما وجد، والمنهجية أن ننتسب لمنهج ونتحاكم للنص وليس لفهم النص، ونستعين في ذلك بمفهوم الصالحين الأخيار، مشيراً إلى أن التحزب، ليس حكراً على أمة الإسلام بل موجود أيضاً عند الملل الأخرى، والكتابات التنظيرية في قرون الأمة تؤكد ذلك، وترصد مظاهر التعصب المرتبط بمذهب أو فكر شيخ بعينه أو بلد بعينه، وقد تندثر بعض هذه المذاهب وتظهر مذاهب آخرى، ووجود هذه الفرق والمذاهب لا يعني مشروعيتها أو بطلانها ولا يعني بالضرورة أنها ضارة، لكن التنازع فيما بينها وتعصب كل أبناء مذهب أو فرقة لها هو الخطر الذي يجب أن نحذره وننبه إلى آثاره الوخيمة على وحدة المسلمين.

ولفت إلى أن مظاهر التعصب ازدراء من الآخرين في آرائهم بحق أو غير حق، وقد يصل الأمر إلى حد الاستهزاء بهم والسخرية منهم، وهذا من أقبح مظاهر الحزبية المصحوبة بشيء من الجهل.
وختم الشيخ ابن حميد بالقول لا يقبل أن يصل التعصب أو الحزبية إلى ظلم الآخرين أو تتبع عوراتهم، ولا يجوز على العلماء أن يغضوا الطرف عن هذه الأخطار بل عليهم أن يطرحوها للنقاش لتجنب الفرقة والتناز- -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق