الجمعة، أغسطس 26، 2011

ليبيا : إخماد النيران وسحب الدخان المنبعثة من بقايا الشيطان


لم تكد نيران فوهات ثورانا تتوقف عن رسم روتوش لوحة الحرية داخل باب العزيزية، حتى أطلقت بقايا اللانظام القذافي نيران أسلحة من نوع آخر، محاولة النيل مما لم تطاله أسلحتهم، نيران الإشاعات والإعلام الأجنبي.

وقبل أن نمضي، سنتوقف لقطع دابر ادعاءات قام اللانظام بتحضيرها وتفنيدها بنفسه:
1- إدعى أن مجسمات تم تحضيرها تحاكي باب العزيزية والساحة الخضراء حتى يتم إيهام الناس باقتحام باب العزيزية،
التفنيد قدمه القذافي بنفسه عندما اعترف بانسحابه "التكتيكي" من باب العزيزية مدعيا أن غارات التحالف لم تبقي حجرا فوق حجر.
2- خرج سيف مدعيا بدوره أن الأمور على ما يرام وأنه سيقوم بجولة في طرابلس في أكثر المناطق توترا حسب "مزاعمنا".
التفنيد قدمه سيف بنفسه عندما قام بجولة داخل باب العزيزية فقط ولم يذهب إلى “ميدان الشهداء الأصلي” عوضا عن “المجسم” كي يكشف زيفنا، ولا حتى أي شارع رئيسي آخر.

ورغم قطع دابر قنوات القذافي الرئيسية، يبدو أن قناتي الرأي السورية والعروبة ستشكلان مصدر إزعاج عبر نقلها قاذورات اللانظام.

هذا عن الإعلام الموالي الصريح، فماذا عن الوسائل الأخرى من شائعات وإعلام أجنبي مستتر؟

الشائعات:
1- تسميم مياه النهر في طرابلس.
2- تحرك رتل من الدبابات تجاه طرابلس.
وإذا تتبعنا المصادر الشائعات فسنجدها تنحصر في مجهولون على فيسبوك.

الإعلام الأجنبي:
1- قناة العربية: نقلت خبر قصف طرابلس بالجراد حسب شاهد، وللعربية باع لا بأس به في التعاطي الإيجابي مع اللانظام عبر ترديد مصطلحاته، كاستخدامها مصطلح الحرب الليبية، وأداء مراسليها الهادي الحناشي -الخلف الأسوأ لسلفه السيء- دورا مريبا في تلميع صورة اللانظام ، دون نكران الدور الإيجابي لمراسلهم في جبل نفوسة لفترة محدودة.
2- قناة الرأي السورية: نقلت بث قناة العروبة عبر أثيرها وفيه خطاب للقذافي وتصريح لموسى إبراهيم.
3- وكالة رويترز: نقلت عن العربية خبر قصف طرابلس، وعن الرأي سموم القذافي وموسى ابراهيم، ولا ننسى هنا أن رويترز -حسب محمد العلاقي مسؤول ملف العدل بالانتقالي- شركة مساهمة تمتلك شركة العلاقات العامة المأجورة من اللانظام نسبة 60% من أسهمها، وهذا يفسر فعلا نوع عناوين الأخبار والنصوص الغريبة مهنيا في طرف يفترض أن يقدم الأخبار من وجهة نظر محايدة.
4- قناة روسيا اليوم: نقلت تصريحا لمحمد القذافي على لسان إيلومجينوف، وما تمثله هذه القناة من إسقاط طبيعي لرؤية الكريملين تجاه الأحداث في ليبيا وفقا لمصالح مذبذبة دون تهذيب سياسي.

لماذا تُطلق هذه الشائعات؟ وتناقل الأخبار الغريبة والتصريحات؟
1- محاولة النيل من معنويات الثوار والمدن المحررة.
2- إشاعة الذعر والفوضى.
3- محاولة الرفع من معنويات بقايا الموالين للانظام.
4- وهي الأخطر: إيصال رسائل خفية لخلايا نائمة بقصد أداء أدوار متفق عليها، ولا حاجة للاستدلال على هذه المسألة بدليل، فكم من عمليات نفذتها الكتائب إثر الاستماع إلى خٌطب أو برامج تلفزيونية.
العمل بقاعدة: إذا أردت معرفة الجاني فعليك معرفة المستفيد يجعلنا نعرف دون جهد أن المستفيد هو اللانظام البغيض.

كيف السبيل للتصدي لهذه المحاولات:

عبر الانتقالي:
1- مطالبة الحكومات التي اعترفت بالمجلس بالتوقيف الفوري لمن يشكلون خطرا على ليبيا، مثل البغدادي المحمودي وبشير صالح وعبد العاطي العبيدي وفتحي لاغا وصفية فركاش وغيرهم في تونس، وأحمد قذاف الدم ونصر المبروك وعلي ماريا ومحمد اسماعيل في مصر، إلخ.
2- مطالبة النايل سات بإنذار قناة الرأي لإيقاف ربطها مع قناة العروبة لوقوعها في ذات المحاذير التي رفعت قضايا قنوات اللانظام من أجلها.
3- مطالبة شركة العلاقات العامة التي تعاقد معها اللانظام بإيقاف تعاقدها معه، واستئناف ما تبقى منه مع ليبيا الجديدة.
4- مطالبة محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق من تبقى من نظام القذافي من أسرته كالمعتصم والساعدي وخميس وعائشة وهانيبال ومحمد ومن فر خارج ليبيا.
5- اتخاذ موقف حاسم بشأن الموقف تجاه الجزائر، إما بإبراز أدلة تورطها في دعم اللانظام، أو بالتجاوز عنها واتخاذ ما يلزم لتطبيع العلاقات حتى يتم سد سبل التوجه للجزائر أمام اللانظام.

عبر الإعلام الفضائي للثورة من قنوات مرئية ومسموعة:
1- التركيز على تصوير المناطق المحررة حديثا، وموقف الشارع منها، وعلامات الفرح والبهجة، ووعود الانتقالي المادية والمعنوية لليبيا، لما فيها من تأليف لقلوب المتشككين.
2- إجراء مقابلات مع الشخصيات التي انشقت على النظام وإن كانوا مسيئين للثورة، كخدوجة صبري، طارق التائب، الوزراء كشكري غانم، علي التريكي، اللواء البراني شكال، وحتى هالة المصراتي وحمزة التهامي … الخ، لما في هذا من تأكيد على انتهاء مرحلة اللانظام إلى غير رجعة، وبيان أنه اختفى وترك مواليه يواجهون المجهول لوحدهم رغم دفاعهم عنه ومناصرتهم له حتى آخر لحظة، وهو ذات المصير الذي يتهدد من يصر على المضي إلى نهايته، بدلا من الإقبال على المرحلة الجديدة الواعدة لليبيا، مستفيدا من فرصة التسامح والعفو المقبلة.
3- تبسيط أشكال الأنظمة الديمقراطية في العالم ونماذجها، حتى يستوعبها المواطن البسيط ويباشر التفكير أيها الأنسب له، وكذلك التوعية بمفهوم الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، حتى لا يتم استغلال جهله السياسي والمدني من أية أطراف مبطنة النوايا كحزب تيار الوسط وخلافه.
4- تفكيك مراحل الانتقال للمواطن، وتوضيحها ابتداء من استعدادات معالجة الواقع الراهن بغذاءه ودواءه ووقوده ومرتبه وعلاجه، تجاوزا لمشاكل التعويل الخارج عن المنطق من قبل المواطنين عن جهل.
5- التذكير بالوحدة الوطنية وأن ليبيا لكل الأطياف، وأن اللون الأبيض المنشود للثورة لن ينتج إلا بامتزاج الأطياف معا.
6- التأكيد المستمر على أولويات الثورة في الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى وضحايا العنف الجسدي والمعنوي (التعذيب والاغتصاب والأضرار النفسية الناجمة عن الأحداث).
7- التأكيد أن النصر جاء من الله أولا ثم من تظافر الداخل الليبي والخارج الدولي لتحقيق النصر للثورة وأهدافها.
8- التوعية بمفهوم ثقافة الاختلاف المتأصلة في العقيدة الإسلامية والتي تحتاج إلى إبراز لاستيعاب أي اختلافات فكرية.

عبر الإعلام الخاص من صحف ومجلات ومواقع وصفحات ومدونات:
التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، وأن كل المدن ساهمت في التحرير دون استثناء في تحقيق النصر.
التأكيد على خطورة مرحلة ما بعد الثورة (هواجس اليوم التالي) في ظل وجود تيارات مقاومة للتغيير سلمية.
التجاوز عن الطعن في أي من الشخصيات التي أعلنت انضمامها للثورة منذ انطلاقتها، لأنها ستشكل نقاط اختلاف في الرأي في وقت لم نحسن فيه بعد طرق إدارة حوارات الرأي التي يفترض أن تبدأ وتنتهي بالاحترام المتبادل.

علينا أن نعي جيدا أن اللانظام يحترف لعبة إثارة الفتن والنعرات والتشتيت التي ضمنت له السيادة عملا بمبدأ "فَرِّق تَسُدْ"، ولن يتوقف عن ممارسة هذه اللعبة لأنه قطعا لا يريد رؤية هانئة مستقرة، وسيعمل بشكل مضاعف إلى أن تطاله أيدي الثورة.
- أبو ريان المدني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق