الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

ليبيا : سجن أبو سليم بعيون أمريكي عاش فيه

طرابلس (رويترز) - اقتحم الثوار منطقة أبو سليم وهي منطقة فقيرة بالعاصمة طرابلس ومعقل سابق للمجرم القذافي في واحدة من اعنف المعارك في الصراع بين الثوار والقوات الموالية له.
وعندما سيطرت الثوار على المدينة فتحو أبواب سجن أبو سليم حيث كان يحتجز السجناء السياسيون. ويقول سجناء سابقون إنهم أودعوا هناك وتم تعذيبهم لمعارضتهم للقذافي. وكتبت على جدران الكثير من الزنازين آيات قرآنية. وأضيفت كتابات أخرى على الحوائط بعد فتح السجن ابتهاجا بنهاية نظام القذافي.
ومن بين من خرجوا في ذلك اليوم مواطن أمريكي يدعى ماثيو فان دايك. وانضم إلى مقاتلي المعارضة في البريقة وقال لهم إنه لن يغادر البلاد إلى أن يتم تحرير ليبيا لكنه سقط في كمين. وقال "كنت في البريقة. في ذلك اليوم كنت ألتقط صورا للبلدة. كنت مع المتمردين في شاحنة وتم نصب كمين لنا. لدي صورة واحدة فالذاكرة عادت لي في وقت لاحق لكنني فقدت الوعي. لكنني أتذكر أنني كنت التقط صورا لأناس يبتسمون في البلدة ثم استيقظت في زنزانة بجوار رجل يجري تعذيبه في غرفة وأنا لا أدري ماذا حدث." وقال إن الحراس كانوا يعاملونه جيدا لأنه أجنبي على الأرجح. لكن أصعب ما واجهه هو العذاب النفسي بسبب عدم استطاعته الحديث إلى أي احد واتهامه بأنه جاسوس. وأضاف أنه كان قد فقد الأمل في الإفراج عنه. وقال "متى تدخل الزنزانة تظل فيها. لا يوجد فناء للتريض ولا يعطونك أي شيء لتقرأه أو تطالعه سوى أنني أقرأ المكونات على علب الحليب وحين حصلت على علبة حليب المانية مكتوب عليها بخمس لغات كانت هذه هدية. الاحتفاظ بها ومحاولة تعلم كلمات جديدة بلغات عديدة أو أي شيء لمحاولة كسر رتابة التحديق في حائط تعرفه. نعم فكرت لفترة أنني سأظل لفترة طويلة."
ولم يكن لماثيو اتصال بالعالم الخارجي ولم يصدق أن القذافي سقط وان المعارضة سيطرت على المدينة. وقال "كان هروبا من السجن. هروب جماعي من السجن. السجناء جاءوا إلى زنزانتي وكسروا الأقفال. ظننتهم حراسا جاءوا ليقتلوني. ظننت أن السجناء قد يقتلونني أيضا لأنهم ربما يظنون أنني من المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) بسبب دعاية القذافي. اعتقدت أنهم ربما مجرد سجناء جنائيين وقد يكرهون سي.آي.ايه بقدر ما يكرهها أي احد آخر من جانب القذافي فظننت أنها النهاية. فكرت أنهم سيأخذونني ويضعون إطارات السيارات حول جسدي ويشعلون النار في. ثم جاء رجال آخرون يرتدون ملابس مثل ملابسي. قال رجل القذافي انتهى. لم أصدق. رأيت سجينا آخر في نهاية الرواق بزنزانة أخرى لم يرد الخروج من زنزانته حتى حين مررنا من أمامه."
ويترك سجن أبو سليم وراءه تركة من القمع السياسي خلال أكثر من 40 عاما من حكم القذافي

هناك تعليقان (2):