ثائر يجمع في احدى مناطق بنغازي قطعاً معدني ة من سيارات خردة لاستخدامها مكونات لأسلحة |
«الحاجة أم الاختراع» مثل سمعناه كثيراً إما في الأسرة أم في المدرسة أم في إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية أو خارجها غير أن ترجمته على أرض الواقع لا نراه إلا عند القليل قد تحكمه الظروف أحيانا وندرة الوسائل أحيانا أخرى غير أن المثل تجلى في ليبيا إزاء تحفظ القوى الأجنبية في تسليح الثوار الليبيين،
ما دفع بهؤلاء بأنفسهم لتأمين أسلحة من خلال إصلاح وصيانة ما يمتلكون من أسلحة سوفييتية قديمة آملين أن تساعدهم في سعيهم لدحر معمر القذافي خارج البلاد.وفي مجمع محصن أقيم في معسكر الرجمة الذي يبعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن بنغازي شرق العاصمة طرابلس والتي تمثل معقل المعارضة تجتهد مجموعة من المهندسين على إنشاء أنظمة أسلحة جديدة رغم أنها لن تكون بالتأكيد الأحدث تقنيا.
في هذا الإطار تمكن حامد معلوف من تشغيل دبابة سوفييتية من طراز بي.ام.بي-1 عمرها نصف قرن عبر توصيل سلكين كهربائيين وسط مقبرة آليات نقل جند تعود إلى أيام حلف وارسو ،وبعد انبعاث بعض الشرارات اهتزت الدبابة وسط سحابة من الدخان وتراجعت إلى الوراء ثم سارت وسط الورشة.
ويقضي حامد معلوف الميكانيكي المتخصص في الدبابات منذ 32 سنة معظم يومه وهو يزيل قطعا من الآليات المعطلة نهائيا ليستخدمها في تصليح الدبابات المعطوبة في الجبهة حتى لم يبق من بعض الآليات سوى هيكل صدئ.
وقال معلوف: «لا نملك شيئا وليس لدينا قطع غيار، إن المهمة صعبة، بإمكاننا فقط تعويض قطع دبابة بقطع أخرى»، وعلى غرار معلوف يعمل بجانبه ثلة ميكانيكيين آخرين. وكان آخر ما تمخضت عنه أفكاره استخدام رافعة أثقال كبيرة لقطع مقصورة آلية سوفييتية عسكرية من طراز بي.ام.بي وتعويضها بمدفع مضاد للطيران قوي ما يسمح نظريا بمضاعفة قوة نيران الدبابة. وأوضح أن المدفع الذي أزاله سيركبه على مؤخرة إحدى السيارات المكشوفة الرباعية الدفع من طراز تويوتا هيلوكس، مخترعا بذلك إحدى الآليات الغريبة التي باتت من علامات النزاع في ليبيا.
وفي ورشة مجاورة يعكف ثلاثة رجال على صنع «بازوكات» انطلاقا من قطع أنابيب وعدد من بنادق الكلاشنيكوف القديمة وعدد من المناديل والزناد.- -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق