جاكوب زوما في طرابلس .. " من لا يملك أضاع وقته مع من لا يستحق "
" يناور ويناور ويكذب و يكذب ثم يصدق كذبته فيتخذ القرار الخطأ " هذا هو تعليق الكاتب والمحلل السياسي المصري (عبد المنعم منيب) على السلوك السياسي لمعمر القذافي وهو نفس السلوك الذي لم يتخلي عنه خلال الزيارة رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما لليبيا في إطار الوساطة التي قام بها رئيس جنوب إفريقيا مؤخرا في محاولة يائسة لتفعيل مبادرة السلام الإفريقية ، ووضع ما يسمي بخارطة الطريق للاتحاد الإفريقي موضع التنفيذ .
يضيف عبد المنعم منيب إن من يتابع سلوك القذافي طوال 42 سنة جثم فيها علي صدور الشعب الليبي يتأكد من أن شخص مثله لا يستطيع أن يتنازل عن بقائه في السلطة طوعا ، بل أن خيال القذافي يصور له أن العالم لن يستقيم بدون أن يكون موجودا في المشهد السياسي الليبي باعتبار انه هو " ملك ملوك إفريقيا والزعيم الاممي الثائر وأمين القومية العربية " والي آخر هذه الألقاب التي اخترعها لنفسه ليرضي بها طموح زائف له بالرغم من انه لم يكن أبدا رجل دولة بالمعني السياسي المعروف ، وأكد منيب في تصريحات خاصة لصحيفة " ليبيا اليوم " أن إعلان طرابلس أو من تبقي من حكوماتها عن أن معمر القذافي لم يناقش أي "إستراتيجية للخروج" مع رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما خلال زيارة الوساطة التي قام بها لليبيا " .
ويؤكد منيب أن معمر يواصل نفس السياسة التي يتبعها منذ 42 عاما في أن " يناور ويكذب ثم يصدق كذبته " وفي النهاية يكون القرار كارثي مثل كل الكوارث التي جلبها لشعبه طوال فترة حكمه ، ولكن هذه المرة قد لا تتاح الفرصة لمعمر القذافي أن يتخذ أي قرار لأنه يواجه مجتمع دولي وثائرين أحرار ومحكمة جنائية تتعقبه بالإضافة إلي عالم يرفضه في جميع الاتجاهات شرقا وغربا ، كما أن الدائرة الضيقة المحيطة بمعمر القذافي بدأت في التفكك اثر الانشقاقات التي تقع كل يوم في صفوف من تبقي من حكومته في طرابلس بمن فيهم كبار المسئولين وضباط وجنود كتائبه الأمنية وهي الورقة الأخيرة التي في يد معمر القذافي لاستخدامها في سفك دماء العزل ليبتز العالم الذي يريد وقفا سريعا لسفك دماء الأبرياء .
من ناحيته فإن زوما لم يستطيع أن يسرب أي نتائج ايجابية عن زيارته لطرابلس واكتفي بابتسامة غطت على مشهد كاريكاتيري بائس من المشاهد التي عود القذافي مشاهدي الفضائيات عليها عندما انتهز القذافي فرصة وجود جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا في طرابلس وما صاحب ذلك من فترة توقف لقصف طائرات الناتو حرصا على سلامة رئيس جنوب إفريقيا ليخرج القذافي ليرد تحية مزعومة من عشرات من المغلوبين على أمرهم الذين جري حشدهم في حصن العزيزية الذي تحول إلي سجن ومخبأ غير آمن لمعمر القذافي ليظهر أمام الرئيس الجنوب إفريقي الضيف على انه لا يزال زعيما محبوبا وهم أنصار مزعومين تم جمعهم على بعد حوالى مائتي متر من الخيمة التي قابل فيها القذافي زوما و خلف سياج حديدي .
من ناحية أخري وعلي صعيد تطور الموقف الدولي من القضية الليبية كشف تقرير أخير صادر عن لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوربي عن أن دول الاتحاد الأوربي اتفقت على ضرورة إنهاء الأوضاع الحالية في ليبيا بخروج القذافي وأفراد أسرته بالنظر إلي أن أوربا لم تعد تأمن على مصالحها جنوب البحر المتوسط في ظل وجود شخص مثل القذافي خاصة وان ليبيا تلعب دورا استثنائيا في تامين السواحل الجنوبية لأوربا من موجات الهجرة غير الشرعية بخلاف المصالح الاقتصادية الهائلة للاتحاد الأوربي في بلد مثل ليبيا يملك احتياطيا لا ينضب من النفط الذي يتحول إلي سلعة ناضبة بمرور الأيام ، كما تكشف فيه مؤخرا ثالث اكبر خزان غاز طبيعي في العالم وهو الخزان الذي سيكون بمثابة الاحتياطي الأقرب من موارد الطاقة للقارة الأوربية وقت الأزمات ، واسترجع تقرير لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوربي الذي يعتبر مؤشرا على أولويات السياسة الأوربية المشاكل التي خلقها نظام القذافي للبلدان الأوربية مثل حادث لوكريي وقضية الممرضات البلغاريات واعتبر التقرير أن القذافي ليس له مكان في مستقبل البحر المتوسط .
التاريخ : 1/6/2011
محلل سياسي مصري : القذافي يناور ويكذب ثم يصدق كذبته فيرتكب كارثة
القاهرة –(خاص) ليبيا اليوم – من محمد مختار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق