كشفت الفتاة الليبية "إيمان العبيدي" في حوار مطول لصحيفة الراية القطرية الصادرة أول أمس الاثنين عن مسلسل عملية اختطافها بتاريخ 24 مارس 2011 من قبل كتائب القدافي والبالغ عددهم 12 جنديا حيث توجهوا بها مباشرة نحو قصر تابع لأحد الوزراء يقع على طريق المطار بالقرب من طرابلس، أبوابه حديدية تغلق وتفتح بأزرار كهربائية، وقالت "إيمان" عند دخولها إحدى الغرف وجدت العشرات من النساء والفتيات منهن الصغيرات فنظرت يمينا وشمالا في عيونهن ثم عرفت مصيرها المؤلم الذي ينتظرها أجلا أو عاجلا وسرعان ما أدخلوها غرفة أخرى فقيدوها ثم جردوها من ملابسها وهي تصرخ وتسب وتلعن حيث صرحت بأنه تداول عليها 20 جنديا لمدة يومين منهم 12 الذين اختطفوها وثمانية آخرين .
وفي صبيحة اليوم الثالث أي بتاريخ 26 مارس 2011 ساعدتها فتاة صغيرة منها تدعى "إيمان" في الهروب، حيث فكت قيدها دون أن تتمكن هي من الفرار، أما هي فخرجت على أناملها من القصر رغم أن الحارس ظل يلاحقها لكنها تمكنت من الإفلات منه لأنه حسبها كان مخمورا ومنهك الجسد فهربت وهي عارية الجسد وحافية القدمين ليتعاطف معها كل من شاهدها وهي على تلك الحالة، حيث ألبسوها فستانا وحذاء، كما أبدى ضابط شرطة استعداده التام لمساعدتها حتى أنه طلب منها التقدم بطلب فتح تحقيق أمني لمعاقبة الفاعلين لكنها تذكرت تهديداتهم، وهي داخل القصر فتوسلت له بطي هذه الصفحة وبعدها دخلت فندقا وكانت تفكر في عرض قضيتها على منظمات حقوقية، فسألت عن مقراتهم لكنهم أجابوها بأن ذلك غير موجود على الإطلاق ثم لجأت لرجال الإعلام منها المحلية والأجنبية، فقاموا باستجوابها وتصويرها ليتم اعتقالها مرة أخرى حيث مكثت مدة 72 ساعة كاملة في التحقيق معها، كما أن النيابة طلبت عرضها على الطبيب الشرعي لأنهم اتهموها بالجنون لكن التقرير جاء في صالحها، كما تعرفت إيمان العبيدي على شاب ليبي اسمه "كمال" من جبل غريب ساعدها على دخول الأراضي التونسية وهو سائق سيارة أجرة أوقفته بالصدفة لحظة خروجها من النيابة فعرفها لأنه شاهد صورتها عبر القنوات الفضائية فتعاطف معها وأبدى استعداده التام لمساعدتها، فعرفها على الفور برائد في الجيش منشق عن نظام كتائب القذافي وتم بالفعل تهريبها عبر الأراضي التونسية حيث كانت "إيمان" ترتدي الزي التقليدي الليبي حتى لا تكشف عن ملامحها وبالفعل تبدو كالعجوز حتى أن فرق التفتيش ينادونها بـ "أومة" أي "أمي" مكنتها عبر ثلاثة أيام وبمجهودات فردية ثم اتصلت بالسفارة القطرية بتونس ومن ثم إلى دولة قطر، ومن يوم وصولها هناك وهي تشعر بالراحة بعدما كانت تمر بحالة نفسية سيئة نتيجة الخوف الذي كان يملأ قلبها حتى أنها عندما تسمع صوت الطائرات في قطر تقوم فزعة معتقدة أنها غارة لكنها سرعان ما استدركت أنها في قطر.
وسبق لنشرة اخبار ثورة المختار ان نشرت سلسلة مقالات حول هذا الموضوع لأهميته وحساسيته :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق